في ليلة دراماتيكية هزت الشرق الأوسط في 13 يونيو 2025، اشتعلت المواجهة بين إيران وإسرائيل في تصعيد مذهل أشبه بفيلم هوليوودي سمته الرئيسية التوتر، فقد انطلقت شرارة الحدث بعملية إسرائيلية أُطلق عليها "الأسد الصاعد"، ودكت مئات الطائرات الحربية منشآت نووية إيرانية حيوية، بما في ذلك نطنز وفوردو وإصفهان، واستهدفت قادة بارزين في الحرس الثوري، ولكن إيران لم تقف مكتوفة الأيدي، فأطلقت ردًا صاعقًا بمئات الصورايخ الباليستية وطائرات مستهدفة تل أبيب، في معركة أضاءت سماء المنطقة وأثارت اهتمام العالم.
وذكرت شبكة "سي إن إن" أن هجوم إسرائيل نفذ بدون موافقة الولايات المتحدة، كما أكدت إدارة ترامب أن إسرائيل تصرفت بشكل أحادي، وفي الرد، أطلقت إيران، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية مئات الصواريخ الباليستية المتنوعة نحو إسرائيل، واصفة إياها بـ"البداية" لرد "ساحق"، لكن الجيش الإسرائيلي أكد أن عدد الصواريخ كان أقل من 100، مع تسجيل "بضع إصابات"، بعضها ناتج عن حطام الاعتراض.
وأكد رئيس خدمات الطوارئ الإسرائيلية، إيلي بين، إصابة سبعة أشخاص بجروح "طفيفة ومتوسطة" على حدود تل أبيب ورامات جان.
ردود فعل وتداعيات سياسية واقتصادية
وأضافت "سي إن إن" أن فرقها في تل أبيب والقدس سمعت انفجارات كبيرة، وأظهرت لقطات فيديو صواريخ تصل إلى تل أبيب مع تصاعد الدخان بين ناطحات السحاب.
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن إيران "تجاوزت الخطوط الحمراء" باستهداف مراكز مدنية، متوعدًا إياها بدفع "ثمن باهظ جدًا".
كما أوقف الهجوم الإسرائيلي مفاوضات نووية كانت مقررة بين الولايات المتحدة وإيران نهاية الأسبوع، كما كشفت صور ومقاطع فيديو منسوبة للصليب الأحمر في إسرائيل، أضرارًا في السيارات وواجهات المباني بوسط إسرائيل.
المنطقة على حافة الهاوية
تحت وابل من الصواريخ، استهدفت إسرائيل قلب البرنامج النووي الإيراني. وفقًا لموقع صحيفة "نيويورك تايمز"، وأكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن منشأة نطنز، التي تُنتج يورانيوم مخصبًا بنسبة 60%، تعرضت لدمار جزئي. أما منشأة إصفهان، العصب الرئيسي لتخصيب اليورانيوم، فقد تلقت ضربة أخرى، بينما نجا موقع فوردو المدفون تحت الأرض بأضرار محدودة، وفقًا لموقع صحيفة "جيروزاليم بوست".
وفي المقابل، قللت إيران من أهمية الخسائر، لكن انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة الطرد المركزي كشف عن وطأة الهجوم، وفقًا لموقع "بلومبرج".
قطع البث: الرعب يسيطر على إسرائيل
في مشهد يحبس الأنفاس، انقطع بث مباشر لبيان عسكري إسرائيلي وكان من المقرر أن يعلن خلاله العميد إيفي ديفرين عن تدمير 200 هدف إيراني، بما في ذلك إصفهان.
ووفقًا لـ"جيروزاليم بوست"، توقف البث فجأة مع دوي صفارات الإنذار في تل أبيب، إيذانًا بهجوم إيراني وشيك.
وتعطلت قنوات مثل i24News في إسرائيل وPress TV في إيران بسبب انقطاع الطاقة، وفقًا لموقع صحيفة "الجارديان" البريطانية، مما أضفى هالة من الغموض على المشهد برمته.
إيران ترد: الصواريخ تضرب تل أبيب
لم تتأخر إيران، فأطلقت عملية "الوعد الصادق 3"، ووابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي ضربت تل أبيب، مسببة أضرارًا محدودة بفضل دفاعات القبة الحديدية.
وفقًا لموقع "الجارديان"، أعلن الحرس الثوري إسقاط طائرات إسرائيلية، لكن إسرائيل نفت ذلك.
وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي برد "مدمر"، بينما أعلن بنيامين نتنياهو أن هذا "مجرد البداية"، وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل". أغلق المجال الجوي في الأردن والعراق، وأصدرت الولايات المتحدة تحذيرات عاجلة من السفر.
تيد كروز يشعل منصة إكس بدعم إسرائيل
وسط هذا الزلزال الإقليمي، أشعل السيناتور تيد كروز منصة إكس بدعم صلب لإسرائيل، التي قال إنها تفوقت على المسار الذي أراد ترامب تحديده لإيران، معلنًا مساء الجمعة: "إسرائيل سحقت طموحات إيران النووية. يجب أن نقف مع حليفتنا لمنع الملالي من القنبلة النووية"، ودعا كروز إلى وقف المفاوضات النووية، معتبرًا تخصيب إيران بنسبة 60% تهديدًا وجوديًا، وفقًا لـ"جيروزاليم بوست".
زلزال اقتصادي وعاصفة دبلوماسية
هزت المواجهة الأسواق العالمية، وقفزت أسعار النفط بنسبة 7.5% وانهار مؤشر داو جونز بـ800 نقطة، وفقًا لموقع "بلومبرج".
دبلوماسيًا، أدانت روسيا وتركيا ومصر الهجوم الإسرائيلي، وقالت القاهرة "لا حلول عسكرية"، بينما دافع الألمان والفرنسيون عن إسرائيل، معتبرين الضربات استباقية.
ويرى المراقبون أن مقتل على شمخاني، مستشار المرشد ورئيس مجلس الأمن القومي في إيران وأحد مفاوضي الاتفاق النووي، هدد بإجهاض أي تقدم دبلوماسي.
هل باتت المنطقة على أعتاب حرب شاملة؟
مع تبادل الضربات والتهديدات، تظل المنطقة مشتعلة كبرميل بارود على وشك الانفجار، وترسم الأحداث التي شهدها اليوم الجمعة صورة معقدة لصراع يتجاوز الحدود، فهل تنتهي هذه الليلة المصيرية بحرب شاملة أم تهدئة هشة في سياق مباراة أشبه برقعة شطرنج جيوسياسية مشتعلة.
