شهدت مدينة تشانغشا بمقاطعة هونان الصينية الاجتماع الوزاري للمنسقين حول تنفيذ مخرجات منتدى التعاون الصيني الأفريقي، FOCAC، وقد تم استعراض الإنجازات المبكرة في تنفيذ مخرجات قمة بكين للمنتدى التي عُقدت العام الماضي، مع التركيز على تعزيز التنسيق الصيني الأفريقي لتنفيذ "المقترحات الست للتحديث المشترك" و"الإجراءات العشرة للشراكة" التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينج.
وقد تمخض الاجتماع عن "إعلان تشانغشا الصيني الأفريقي بشأن دعم التضامن والتعاون في الجنوب العالمي"، والذي بعث برسالة قوية من دول الجنوب العالمي لتعزيز التضامن والتعاون، ودعم العدالة والإنصاف الدوليين، وحماية مصالحها الجماعية. وفقًا لصحيفة "بريميوم نيوز" النيجيرية.
وفي رسالته تهنئة للحضور، أكد الرئيس الصيني شي جين بينج على أهمية التضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا، وأعلن عن سلسلة من الإجراءات المهمة التي اتخذتها الصين لتوسيع نطاق التعاون المفتوح مع أفريقيا.
وتشمل هذه الإجراءات توسيع معاملة الإعفاء الجمركي بنسبة 100% لتشمل جميع الدول الأفريقية الـ 53 التي لديها علاقات دبلوماسية، وذلك من خلال إبرام اتفاقيات شراكة اقتصادية من أجل التنمية المشتركة. علاوة على ذلك، ستقوم الصين بتسهيل وصول أكبر للصادرات من أقل البلدان الأفريقية نموًا إلى السوق الصينية، بناءً على معاملة الإعفاء الجمركي بنسبة 100%.
كما أعلنت الصين عن استعدادها للعمل مع الجانب الأفريقي لمواصلة تنفيذ "الإجراءات العشرة للشراكة"، وتعزيز التعاون في مجالات رئيسية مثل الصناعات الخضراء، والتجارة الإلكترونية والمدفوعات، والعلوم والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي.
هذا بالإضافة إلى تعميق التعاون في مجالات الأمن والمالية وسيادة القانون، والعمل المشترك على تعزيز التنمية عالية الجودة للتعاون الصيني الأفريقي. تعكس هذه الإجراءات الجديدة أعمق الاحتياجات والاهتمامات الملحة للأصدقاء الأفارقة، وتجسد الروح العظيمة للصداقة والتعاون بين الصين وأفريقيا، وتوضح مبدأ الصين في الصدق والنتائج الحقيقية والود وحسن النية تجاه أفريقيا، فضلًا عن التزامها بالخير الأسمى والمصالح المشتركة.
ولا شك أن هذه التدابير ستسرع من تحقيق المزيد والمنافع الأفضل من مخرجات قمة العام الماضي للشعبين الصيني والأفريقي، وستعزز بشكل كبير من الاستقلالية الاستراتيجية والتنمية في أفريقيا، وتفتح فصلًا جديدًا من التنمية عالية الجودة للتعاون بين الصين وأفريقيا.
ويواجه العالم اليوم تحديات جمة تبعده عن السلام، حيث تتصاعد موجة من معاداة العولمة والأحادية والحمائية والهيمنة، مما يؤدي إلى تحديات خطيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية، بما في ذلك دول أفريقيا. على الرغم من ذلك، لا تزال الصين ثابتة في التزامها بدعم التنمية الأفريقية.
تاريخيًا، قدمت الصين مساهمات كبيرة في البنية التحتية الأساسية في القارة السمراء، مثل بناء الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمرافق الكهربائية. لم تكن هذه المشاريع مجرد استثمارات، بل كانت شراكات تهدف إلى تمكين أفريقيا من تحقيق الاكتفاء الذاتي والوصول إلى الأسواق العالمية بكفاءة أكبر.
وتتجاوز جهود الصين تقديم المساعدات المالية، حيث تركز على نقل الخبرات والتقنيات. فمن خلال برامج التدريب المهني والمنح الدراسية وتبادل الخبراء، تسعى الصين إلى بناء قدرات محلية في أفريقيا، مما يمكّن القارة من تطوير صناعاتها الخاصة وتحسين جودة الحياة لسكانها.
وفي ظل التحديات العالمية الراهنة، تتطلع الصين وأفريقيا إلى تعزيز وحدتهما وتضامنهما لمواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ودفع عجلة التنمية المشتركة نحو مستقبل واعد للأفارقة.