أخبار عاجلة

من شجرة الخطيئة إلى غصن الحب.. هذه دلالات التفاح في ذاكرة البشرية

من شجرة الخطيئة إلى غصن الحب.. هذه دلالات التفاح في ذاكرة البشرية
من شجرة الخطيئة إلى غصن الحب.. هذه دلالات التفاح في ذاكرة البشرية

بعنوان “الشجرة والتفاح – المعرفة. الخطيئة. رسائل العشّاق”، يتتبّع كتاب جديد للباحثة شهرزاد العربي صادر عن معهد الشارقة للتراث علاقة الشجرة بالإنسان، وصلة شجرة التفاح خاصة بالمعرفة والخطيئة، ودورها في التعبير عن قصص العاشقين، وهي دراسة أثمرتها قراءة متأنية في التراث الإنساني.

وفي تقديم كتاب الباحثة في شؤون الطفل والمرأة والتراث شهرزاد العربي، قال عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، إن “التراث الثقافي يمثل الهوية والذاكرة الحية للأمم”؛ وهو ما يفسر “اهتمام معهد الشارقة للتراث بتوثيق ونشر هذا الإرث الغني”، لأن “إصدارات المعهد تسعى إلى إثراء المحتوى العربي في مجال التراث الثقافي، من خلال تقديم منشورات نوعية تسهم في رفع مستوى المصادر والمراجع العربية المتخصصة، بما يعزز من مكانة اللغة العربية كلغة إنتاج معرفي وتوثيقي”.

وأردف رئيس معهد الشارقة للتراث: “هذه الإصدارات (…) مشروع فكري يسعى إلى حماية التراث الثقافي ونقله للأجيال المقبلة، بما يعكس التزام إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الحفاظ على الهوية الثقافية والإنسانية”.

ويجد القارئ في الكتاب الجديد متابعة لحركة الشجرة في التاريخ من خلال علاقتها بالإنسان، مع ميل خاص نحو شجرة التفاح، وإن لم يكن ذلك على حساب الحقائق التي تراكمت في التراث الإنساني.

وتابعت الباحثة: “الانحياز الموضوعي والواعي، لم يشغلني على التركيز في أفق المعرفة، عبر تراكم تراثي بشري أولا، وديني ثانيا، وديني وإنساني ثالثا”، ومن بين ما تهتم به الفصول قصة “آدم وزوجه، ثم ذريّتهما فيما بعد، وما تبع ذلك من ظنّ وهمّ وشكّ، أو يقين مصحوب بدلائل”.

ووقفت الباحثة في “البحث الخاص بالعلاقة بين الشجرة والإنسان، وخاصة التفاح عند خطاب الشجرة ومخاطبتها، مع تأمل فكري لما للتفاح من تأثير في حياة البشر من آلاف السنين إلى الآن”.

ومن بين خلاصات الكتاب أن “العلاقة بين الشجرة والإنسان، في بعدها المعرفي، قد تشكّلت مع بداية خلق الإنسان، حيث الأمر الإلهي لآدم عليه السلام بعدم الأكل من شجرة بعينها. وهذا يعني التمييز بين الحلال والحرام، من خلال العلاقة بالشجرة”، كما أن “الشجرة رفيقة درب الإنسان في كل أزمنته، وإلى أن تقوم الساعة، وقد بدا وجودها واضحا، في الخرافة والأسطورة والمعتقد، ثم في الحكايات الشعبية والأمثال، كما هي حاضرة اليوم في العلوم المعاصرة، بغضّ النظر عن نوعية الحضور”.

ومن الخلاصات أيضا أن “الشجرة تحمل أوصافا مشابهة للإنسان في الكتب السماوية، خاصة القرآن العظيم، من مثل: الخُبث، والطيبة، والبركة”؛ بل إن “الشجرة مثلها مثل الإنسان ‘نبات الأرض’، وإنها تؤدي بعض تكاليف الشكر والحمد لله، من ذلك التسبيح”.

وللشجرة “ذكريات مشتركة مع الإنسان، تتعلق بالسلم والحرب، وبالحب والكراهية، وبالرحيل والبقاء، كما تعدّ شاهدة على فعل الإنسان”، لأن “التفاح حظي باهتمام كبير لدى معظم الشعوب والأمم، وتمّ نقل شجرته، لأجل غرسها، إلى مناطق عدة غير بيئتها الأصلية. وبذلك تنوّعت وكثرت، خاصة بعد التهجين، وزاد السعي من أجل تحصيل منتوجها لأهداف اقتصادية”.

ومن بين ما يوضّحه الكتاب أن شجرة التفاح قد شغلت ثمرتها حيّزا كبيرا في الأساطير اليونانية خاصة، مثل “التفاحة الذهبية”؛ بل و”أنسنتها” ثقافات متعدّدة وجعلتها “وسيلة للتعبير عن مشاعر الإنسان، والإفراغ من جمالها على أحبّته”. ومن هذه الثقافات “التراث العربي”، الذي وجدت فيه الباحثة تطويعا لثمرة شجرة التفاح “لمصلحة التعبير عن المشاعر، وعن العلاقات بين المحبّين، فأسهمت في الإبداع الأدبي والمنتج الفلاحي وفي البيئة والعمران والتمدن”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تفاصيل دور الفنانة ياسمين رئيس في فيلم الست لما
التالى 16 محترفة في لائحة المنتخب النسوي بتجمع الهرهورة