في مشهد يعكس جانباً إنسانياً نادراً وسط نيران الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، أعلنت روسيا وأوكرانيا عن عملية تبادل جديدة للأسرى، شملت جنوداً جرحى من الطرفين، فيما بقي ملف تسليم جثامين القتلى عالقاً وسط تبادل الاتهامات السياسية والإعلامية.
استعادة الأسرى الجرحى.. خطوة إنسانية وسط المعارك
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، عن استعادة مجموعة جديدة من الجنود الروس الأسرى لدى أوكرانيا، في عملية تبادل تمت وفق اتفاق أُبرم في إسطنبول.
وقالت الوزارة إن المفرج عنهم نُقلوا إلى روسيا البيضاء لتلقي العلاج، تمهيداً لعودتهم إلى روسيا.
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف استعادت مجموعة من جنودها الجرحى الذين "بحاجة ماسة لرعاية طبية"، مؤكداً أن العملية تندرج ضمن الاتفاقات الإنسانية المستمرة.
https://x.com/ZelenskyyUa/status/1932447506534703317?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1932447506534703317%7Ctwgr%5Efafe80dc0aa61e79d8d03be9dca247f22de0e56c%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed
ملف الجثامين: اتفاق جزئي وتعقيدات على الأرض
ورغم النجاح في تبادل الأسرى، بقي ملف تسليم جثامين الجنود القتلى معلقاً.
فقد صرّح الكرملين أن روسيا جاهزة لتسليم جثث 1212 جندياً أوكرانياً، لكنها لم تجد من يتسلمهم من الطرف الآخر عند نقطة التبادل.
وقال مساعد الكرملين فلاديمير ميدينسكي إن الشاحنات المحملة بالجثث وصلت للنقطة المتفق عليها ولم تحضر أي جهة أوكرانية.
https://x.com/mog_russEN/status/1931385628135964965?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1931385628135964965%7Ctwgr%5Ed4cca2260247fad1b2f790461931020f0f739269%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed
في المقابل، اتهم زيلينسكي موسكو بمحاولة اللعب السياسي القذر، مؤكداً أن كييف ما زالت تناقش التفاصيل.
شاحنات التبريد تنتظر على الحدود وكل شيء جاهز
وسائل إعلام روسية نشرت صوراً لشاحنات تبريد بيضاء متوقفة قرب الحدود، يُعتقد أنها محملة بجثث الجنود الأوكرانيين.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن هذه المركبات تنتظر منذ أيام، وكل الترتيبات مكتملة لنقل الجثامين إلى الجانب الأوكراني بمجرد التوصل لاتفاق.
محادثات إسطنبول تُحرّك المياه الراكدة
عملية تبادل الأسرى جاءت نتيجة محادثات مباشرة جرت في إسطنبول في الثاني من يونيو، واستؤنفت بعد انقطاع ثلاث سنوات.
ورغم عدم تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن الاتفاق على تبادل الأسرى والقتلى يُعد خطوة لافتة وسط التصعيد العسكري.
بينما يلوح الأمل في الأفق بتقدم إنساني محدود، تبقى الحرب مستمرة والتوترات السياسية حاضرة.
وبين الشاحنات المحملة بالأسرى والموتى، تستمر مفاوضات عسيرة بين روسيا وأوكرانيا على خطوط النار، في انتظار انفراجة أكبر على طريق السلام المفقود.