استقرار الدولار الأمريكي وسط ترقب اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين

الدولار الأمريكي

سجل الدولار الأمريكي استقراراً مع انخفاض طفيف hgيوم الثلاثاء، محافظاً على المكاسب التي حققها مؤخراً، وذلك في ظل استمرار المحادثات بين بكين وواشنطن لليوم الثاني على التوالي، وسط توقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري من شأنه تخفيف حدة التوترات التجارية بين البلدين.

وتراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بعد أن كشفت بيانات سوق العمل البريطاني عن مؤشرات ضعف.

الدولار الأمريكي والرسوم الجمركية

يجتمع مسؤولون من أكبر اقتصادين في العالم في لندن في محاولة لاحتواء النزاع التجاري الذي توسع ليشمل مجالات تتجاوز الرسوم الجمركية لتصل إلى القيود المفروضة على المعادن النادرة.

وصرح مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في بانوكبورن فوركس بنيويورك: "شهد الدولار أداءً قوياً الليلة الماضية في أسواق أوروبا وآسيا، لكنه تراجع هنا اليوم، مما يشير إلى أننا نشهد مرحلة تعزيز للمواقف".

وأضاف أن المفاوضات لا تتعلق بالتعريفات الجمركية فقط، بل تشمل أيضاً ضوابط التصدير التي ستشكل جوهر أي اتفاقية مقايضة.

وأوضح تشاندلر أن هناك عناصر مقترحة للصفقة تشمل توريد الرقائق الإلكترونية الأمريكية مقابل المغناطيسات وأجهزة قياس الأرض الصينية، مشيراً إلى وجود عدم توازن في هذه المعادلة حيث تتمكن الصين من استبدال الرقائق الأمريكية بسهولة أكبر مقارنة بصعوبة استبدال الولايات المتحدة للمغناطيسات والمواد الأرضية الصينية.

وجاءت هذه التطورات بعد اتصال هاتفي جرى الأسبوع الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، في توقيت حرج لكلا الاقتصادين مع تصاعد التوترات الناجمة عن سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية منذ يناير.

وفي تعاملات منتصف النهار، ارتفع الدولار قليلاً مقابل الين الياباني ليصل إلى 144.68 ين، بعد أن خسر الين أكثر من 8.5% من قيمته أمام العملة الأمريكية هذا العام، وقد استفاد الين من تدفقات الاستثمار الآمن خلال فترة الاضطرابات السوقية الناتجة عن سياسات الرسوم الجمركية التي انتهجها ترامب.

أسعار الفائدة في بنك اليابان

من المتوقع أن يحافظ بنك اليابان على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية في اجتماع السياسة النقدية المقرر الأسبوع المقبل. وقد ألمح محافظ البنك كازو أويدا يوم الثلاثاء إلى احتمال تأجيل التوقيت المتوقع للزيادة المقبلة في أسعار الفائدة.

وقد أدت المخاطر التي تواجه الاقتصاد الياباني المعتمد على الصادرات بفعل الرسوم الجمركية الأمريكية إلى إرجاء توقعات السوق حول توقيت رفع أسعار الفائدة، حيث يبحث المستثمرون عن إشارات من أويدا حول موعد استئناف سياسة التشديد النقدي.

وعلى الجانب الآخر، تراجع الجنيه الإسترليني بعد أن أظهرت بيانات سوق العمل البريطاني مزيداً من الضعف، مما قد يؤثر على قرارات بنك إنجلترا بشأن توقيت تخفيض أسعار الفائدة.

وسجلت الأجور البريطانية نمواً بنسبة 5.2% فقط خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل، وهو معدل أقل من التوقعات، مما أدى إلى انخفاض الجنيه بنسبة 0.4% مقابل الدولار إلى 1.3499 دولار.

وعلقت كريستين كوندبي نيلسن، محللة العملات في بنك دانسكه، قائلة: "تشكل بيانات سوق العمل هذه تحدياً للسياسة النقدية المتشددة التي اتبعها بنك إنجلترا حتى الآن".

ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي البريطاني اجتماعه الأسبوع المقبل، مع توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. ويقدر المتعاملون في السوق احتمال حدوث تخفيضات بنحو 48 نقطة أساس بحلول نهاية العام، ارتفاعاً من 39 نقطة أساس قبل صدور البيانات.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، عند 98.95، قرب أدنى مستوى له في ستة أسابيع عند 98.35 الذي سجله الأسبوع الماضي.

وقد انخفض المؤشر بنسبة 8.7% منذ بداية العام، حيث يتجه المستثمرون -المعنيون بتأثير الرسوم الجمركية والتوترات التجارية على الاقتصاد الأمريكي- إلى البحث عن بدائل للأصول الأمريكية.

وفي الأسواق الأخرى، ارتفع اليورو إلى 1.1432 دولار، بينما سجل الدولار الأسترالي -الذي يعتبر مؤشراً لمشاعر المخاطرة في السوق- ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 0.6527 دولار أمريكي.

يتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع نحو تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مايو المقرر صدوره يوم الأربعاء، والذي قد يقدم رؤى حول تأثير الرسوم الجمركية على التضخم، وذلك قبل اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، بينما يتوقع المتعاملون في السوق حدوث تخفيضين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما بحلول نهاية العام.