ارتفعت أسعار النفط في مستهل تعاملات اليوم الثلاثاء 10 يونيو/حزيران (2025)، مع ترقب المستثمرين لنتائج المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، والتي قد تمهد الطريق لتخفيف التوترات.
ومن شأن الوصول إلى اتفاق بين ممثلي الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني، أن تسهم في تحسين الطلب العالمي على الوقود، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لحركة الأسواق.
وكان المحادثات التي انطلقت أمس الإثنين، قد عززت أسعار النفط، التي ارتفعت في ختام التعاملات، مع ترقب الوصول إلى اتفاق ينهي حالة التوتر العالمية، التي خلقتها الإجراءات المتبادلة بين أقوى اقتصادين في العالم.
وتسهم الزيادات الحالية في أسعار النفط، اليوم وأمس، في تعزيز مكاسبها التي تحققت في نهاية الأسبوع الماضي، الذي انتهى يوم الجمعة 6 يونيو/حزيران الجاري.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة) ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم أغسطس/آب 2025- بنحو 28 سنتًا، أو 0.4%، لتصل إلى 67.32 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يوليو/تموز، بمقدار 23 سنتًا، أو 0.4%، ليصل إلى 65.52 دولارًا، وفق الأسعار التي تتابعها -لحظيًا- منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بختام تعاملات أمس الإثنين إلى مستوى 67.19 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ 28 أبريل/نيسان الماضي، مدعومة باحتمالية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
ومن المقرر أن تستمر المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لليوم الثاني في لندن، إذ سعى كبار المسؤولين إلى تخفيف التوترات التي اتسعت من الرسوم الجمركية لتشمل المعادن النادرة، ما يُنذر باضطرابات في سلاسل التوريد العالمية وتباطؤ النمو.
تحليل أسعار النفط
يرى محللو بنك غولدمان ساكس، أنه مع تلاشي مخاوف الطلب، تعافت أسعار النفط، متأثرة ببدء المحادثات وتقرير الوظائف الأميركي الإيجابي، بينما ما تزال المخاطر تحيط بإمدادات أميركا الشمالية، بسبب حرائق الغابات في كندا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد صرح بأن المحادثات مع الصين تسير على ما يرام، وأنه "لا يتلقى سوى تقارير جيدة" من فريقه في لندن، وهو ما قد يؤدي لاتفاق يدعم التوقات الاقتصادية العالمية، ويعزز الطلب العالمي على النفط والسلع الأساسية الأخرى.
من جهة أخرى، أعلنت إيران أنها بصدد تقديم مقترح مضاد للاتفاق النووي إلى الولايات المتحدة ردًا على عرضها الذي تراه "غير مقبول"، بينما أوضح ترمب أن الجانبين ما يزالان على خلاف بشأن ما إذا كان سيُسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
وتُعدّ إيران ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء أوبك، وأي تخفيف للعقوبات الأميركية عليها سيسمح لها بتصدير المزيد من النفط، مما سيؤثر سلبًا في أسعار النفط العالمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان مسحًا لوكالة رويترز قد أظهر ارتفاع إنتاج أوبك النفطي في مايو/أيار، بالرغم من أن الزيادة كانت محدودة، إذ ضخ العراق أقل من المستهدف لتعويض فائض الإنتاج السابق، بينما ضخت السعودية والإمارات زيادات أقل من المسموح بها.
وتسرّع دول أوبك+، التي تضخ نحو نصف نفط العالم خطتها لإنهاء أحدث تخفيضات إنتاجية، إذ يرى كبير محللي إستراتيجيات السلع في بنك "إيه إن زد" دانيال هاينز، أن زيادة إنتاج دول أوبك+ ما تزال تلقي بظلالها في السوق.
وأضاف: "التحول الدائم إلى إستراتيجية مدفوعة بالسوق -في أوبك- من شأنه أن يدفع سوق النفط إلى فائض كبير في النصف الثاني من عام 2025، ويؤدي بالتأكيد إلى انخفاض أسعار النفط".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
