أخبار عاجلة

إدارة الرئيس الإيراني تسعى لإعادة بناء العلاقات الثنائية مع القاهرة

إدارة الرئيس الإيراني تسعى لإعادة بناء العلاقات الثنائية مع القاهرة
إدارة الرئيس الإيراني تسعى لإعادة بناء العلاقات الثنائية مع القاهرة

في خطوة دبلوماسية لافتة، أكدت الإدارة الإيرانية برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان سعيها الحثيث لإعادة بناء وتطوير العلاقات الثنائية مع جمهورية مصر العربية. 

هذا التوجه يأتي في سياق تحولات إقليمية ودولية متعددة، ورغبة من طهران في تعزيز نفوذها الدبلوماسي وتوسيع دائرة علاقاتها في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، بينما تمثل القاهرة محورًا إقليميًا ذا ثقل سياسي واقتصادي لا يمكن تجاهله في العالم العربي، بموقعها الجغرافي الاستراتيجي ودورها التاريخي.

وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية إرنا (IRNA English) بتاريخ 9 يونيو 2025، صرح وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الإيراني، رضا صالحي أميري، بأن إدارة الرئيس مسعود بزشكيان "ملتزمة باستراتيجية إعادة بناء العلاقات مع مصر"، وأن المناقشات الثنائية قد بدأت بالفعل لتحقيق هذا الهدف الطموح. 

وقد أدلى صالحي أميري بهذه التصريحات في مقابلة حصرية مع إرنا، نُشرت يوم الاثنين، حيث استعرض إنجازات زيارته الأخيرة إلى القاهرة الشهر الماضي، وتحديدًا في السادس من مايو، لحضور الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية (D-8) حول التعاون السياحي. 

وأكد الوزير أن رحلته لم تكن مجرد مشاركة في مؤتمر دولي، بل كانت تهدف بشكل أساسي إلى متابعة الجهود الحثيثة الرامية لإعادة بناء العلاقات بين طهران والقاهرة، وذلك بعد انخراط السلطات الإيرانية والمصرية في محادثات أولية حول هذا الأمر. 

هذا يشير إلى أن الجهود الدبلوماسية تسير على مسارين متوازيين: مسار عام عبر المحافل الدولية، ومسار خاص ومباشر بين الطرفين.

ووفقًا لما نشرته إرنا، فإن الجانبين أظهرا استعدادًا واضحًا للتقارب؛ حيث عبر صالحي أميري عن هذا التوجه قائلًا: "المصريون حريصون على تعزيز العلاقات مع إيران، والحكومتان مصممتان على فتح المسار. الدبلوماسية السياسية بحاجة إلى التأسيس بين البلدين." هذا التصريح يعكس إرادة سياسية متبادلة لتجاوز عقود من التوتر. 

وأضاف الوزير الإيراني أن "إجراءات جيدة قد اتخذت حتى الآن ولا توجد عقبات خطيرة في طريق تطوير التعاون السياحي"، مما يوحي بأن قطاع السياحة قد يكون بوابة أولية لبناء الثقة قبل الانتقال إلى مجالات أكثر حساسية. 

وتسعى إيران بشكل فعال إلى توقيع مذكرة تفاهم مع مصر بشأن التعاون السياحي، وقد عُقدت الجولة الأولى من المحادثات، ومن المقرر أن يواصل الجانبان المفاوضات لإزالة أي عقبات متبقية والتوصل إلى اتفاق نهائي يمهد الطريق لتعاون أوسع.

 وأعرب صالحي أميري عن أمله الكبير في أن تسهم جهود وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي يتولى ملف العلاقات الخارجية، في إعادة بناء العلاقات السياسية والثقافية على حد سواء، مما يؤكد أن الدقائق الفنية للتعاون السياحي ليست سوى جزء من رؤية أوسع لإعادة تشكيل العلاقات.

إلى جانب ذلك، أكد صالحي أميري أن الجانب الإيراني قد شجع القطاع الخاص المصري على المشاركة في مشاريع كبرى واعدة في إيران، في إشارة إلى الرغبة في تعزيز الروابط الاقتصادية خارج الإطار الحكومي المباشر. 

وأضاف أن السلطات الإيرانية مستعدة تمامًا لتسهيل السفر الجوي والبري بين البلدين، وتنظيم جولات تاريخية ودينية، ما يفتح آفاقًا جديدة للتبادل الثقافي والشعبي، ويساهم في بناء جسور التفاهم بين الشعبين بعد عقود من التباعد.

 كما أبرزت الأخبار ذات الصلة التي نشرتها إرنا أن وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، عباس عراقجي، قد ناقش العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية مع نظيره المصري، وأن الرئيس مسعود بزشكيان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي قد دعيا إلى توسيع العلاقات الثنائية، مما يؤكد أن هذا السعي للتقارب ليس مجرد مبادرة من وزير واحد، بل هو توجه عام وواضح من القيادة العليا في كلا البلدين.

من المرجح أن تركز جهود إعادة بناء العلاقات على عدة محاور متوازية، منها تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المباشرة، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلدان وحاجتهما لأسواق جديدة. 

كما قد تمتد المباحثات لتشمل قضايا إقليمية حساسة وملفات ساخنة، حيث يمكن أن يلعب التنسيق بين القاهرة وطهران دورًا محوريًا في تخفيف حدة التوترات في مناطق صراعات معقدة مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، وحتى القضية الفلسطينية. 

ومع ذلك، فإن هذه المساعي، ورغم بوادرها الإيجابية، تواجه تحديات كبيرة تتطلب معالجة حكيمة، أبرزها ضرورة تجاوز القضايا التاريخية التي أدت إلى تدهور العلاقات سابقًا، وبناء الثقة المتبادلة في ظل تباين المصالح والأولويات الإقليمية في بعض الأحيان، والخلافات حول النفوذ الإقليمي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الأهلي يدخل معسكرا مغلقا استعدادا لمباراة إنتر ميامي
التالى حتي 13 يونيو.. بطاقات فاليو تتيح 400 جنيه كاش باك علي تذاكر السينما