فرنسا تجتاز ألمانيا بثنائية وتقتنص المركز الثالث بدوري أمم أوروبا في ليلة تاريخية لمبابي

 اجتاز منتخب فرنسا محنة هزيمته الدراماتيكية أمام نظيره الإسباني بالدور قبل النهائي لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم، بعدما اقتنص المركز الثالث في المسابقة القارية على حساب نظيره الألماني.

وحقق منتخب فرنسا فوزا ثمينا ومستحقا 2 / صفر على مضيفه منتخب ألمانيا، اليوم الخميس، بمدينة شتوتجارت، في لقاء تحديد صاحب الميدالية البرونزية في البطولة.

وعجز منتخب ألمانيا عن ترجمة الفرص السهلة التي أتيحت له في الشوط الأول إلى أهداف، ليأتي العقاب من جانب كيليان مبابي، الذي افتتح التسجيل للمنتخب الفرنسي في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع لهذا الشوط.

وبات هذا هو الهدف الـ50 لمبابي خلال مسيرته الدولية مع منتخب فرنسا، ليتقدم للمركز الثالث في قائمة الهدافين التاريخيين للفريق.

وفي الشوط الثاني، ضاعف منتخب فرنسا تقدمه بهدف آخر في الدقيقة 84 بواسطة البديل مايكل أوليز، من صناعة مبابي، بطل المباراة دون منازع، في ترجمة حقيقية للفرص العديدة التي سنحت لفريق المدرب ديدييه ديشان خلال هذا الشوط واستغلال المساحات الخالية في دفاع منتخب ألمانيا، الذي اندفع لاعبوه نحو الهجوم من أجل تعديل النتيجة.

وكان منتخب ألمانيا خسر 1 / 2 أمام نظيره البرتغالي في الدور قبل النهائي للمسابقة، يوم الأربعاء الماضي بمدينة ميونخ، فيما خسر منتخب فرنسا 4 / 5 أمام إسبانيا، في لقاء المربع الذهبي الآخر، الذي جرى في اليوم التالي بمدينة شتوتجارت.

وبدأت المباراة بهجوم من جانب المنتخب الألماني، المدعم بمؤازرة عاملي الأرض والجمهور، وسنحت أول فرصة لأصحاب الأرض في الدقيقة الثالثة بتسديدة من داخل منطقة الجزاء عبر باسكال جروس مرت بجوار المرمى، قبل أن يهدر نيكلاس فولكروج فرصة أخرى للألمان في الدقيقة التالية، حينما سدد من داخل المنطقة، لكن الدفاع أبعدها في الوقت المناسب.

واصل منتخب ألمانيا نشاطه الهجومي، وسدد كريم أديمي من داخل المنطقة في الدقيقة السادسة، غير أن مايك مينيان، حارس مرمى منتخب فرنسا، أمسك الكرة على مرتين.

بمرور الوقت، بدأ منتخب فرنسا يدخل لأجواء اللقاء، وأتيحت أول فرصة له في الدقيقة 20 عن طريق ريان شرقي، الذي سدد من داخل المنطقة، لكن مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى ألمانيا، أبعد الكرة لركنية كادت أن تسفر عن الهدف الأول للفرنسيين، حيث سدد لويك بادي ضربة رأس، أبعدها حارس الفريق المضيف بصعوبة بالغة.

عاد منتخب ألمانيا لشن هجماته على المرمى الفرنسي، وسدد أديمي من داخل المنطقة، في الدقيقة 23، لكن الكرة ذهبت لأحضان مينيان، ليواصل اللاعب ذاته تحركاته المزعجة في الدقيقة 31، حيث تلقى تمريرة أمامية، لينطلق بالكرة ويصل بها لداخل المنطقة، قبل أن يتعرض للعرقلة من جانب مينيان، ويحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لمصلحته.

سرعان ما تراجع حكم اللقاء عن احتساب الركلة بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، التي أثبتت تحايل أديمي للحصول عليها، لينال اللاعب الألماني بطاقة صفراء.

وحرم سوء الحظ منتخب ألمانيا من افتتاح التسجيل في الدقيقة 36، بعدما تصدى القائم الأيمن لتسديد من داخل المنطقة عبر فلوريان فيرتز، فيما سدد جروس من خارج المنطقة في الدقيقة 38، لكن الكرة ارتطمت في الدفاع لتذهب إلى ركنية لم تستغل.

وعلى عكس سير اللعب، قاد راندال كولو مواني هجمة سريعة لفرنسا في الدقيقة 39، حيث انطلق بالكرة من الناحية اليسرى، قبل أن يرسلها لكيليان مبابي، الذي سدد تصويبة غير متقنة، ذهبت لركلة مرمى، قبل أن يحتسب حكم اللقاء ضده ركلة حرة غير مباشرة بداعي التسلل.

وأضاع نيك فيلتيمايد فرصة أخرى لألمانيا في الدقيقة 43، حيث تسلم تمريرة عرضية من الطرف الأيسر، ليسدد مباشرة وهو على بعد خطوات من المرمى، لكن مينيان، أبعد الكرة لركنية لم تسفر عن شيء.

وجاء عقاب منتخب فرنسا على إهدار المنتخب الألماني الفرص العديدة التي سنحت له، بعدما سجل مبابي هدفا للضيوف في الدقيقة الأولى من الوقت الضائع للشوط الأول.

وتلقى مبابي تمريرة عرضية من الجانب الأيمن بواسطة أوريلين تشواميني، ليروض الكرة لنفسه، قبل أن يسدد من على يسار المنطقة بقدمه اليمنى، ويضعها على يسار تير شتيجن، الذي حاول التصدي لها دون جدوى، لترتطم بباطن القائم الأيسر قبل أن تهز الشباك.

ارتفعت معنويات لاعبي فرنسا عقب هدف مبابي، وأهدر ماركوس تورام فرصة محققة لمضاعفة النتيجة في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع، حينما تلقى تمريرة من الجانب الأيمن، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة، دون مضايقة من أحد، لكنه وضع الكرة فوق العارضة، وينتهي الشوط الأول بتقدم الفرنسيين 1 / صفر.

حاول منتخب فرنسا استخدام سلاح الهجمات المرتدة في ظل اندفاع لاعبي ألمانيا للهجوم بغية إدراك التعادل، وكاد أن يضاعف منتخب (الديوك) النتيجة في الدقيقة 47 عبر مبابي، الذي تسلم الكرة داخل المنطقة، لكنه سدد تصويبة غير منضبطة لتهز الشباك من الخارج.

وسجل دينيس أونداف هدفا لألمانيا في الدقيقة 53، لكن سرعان ما ألغاه حكم اللقاء عقب مراجعة تقنية فار، التي أثبتت قيام فولكروج بدفع أدريان رابيو، قبل أن تصل الكرة للمهاجم الألماني التي جاء منها الهدف.

في المقابل، أهدر ريان شرقي فرصة محققة لفرنسا في الدقيقة 57، حيث انطلق بالكرة من منتصف الملعب حتى وصل بها لمنطقة الجزاء، لكنه سدد الكرة بعيدة عن القائم الأيسر وسط دهشة الجميع.

ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى أضاع تورام فرصة أخرى لفرنسا، عندما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليمنى بواسطة كولو مواني، ليسدد دون مضايقة من أحد من داخل المنطقة، غير أن الكرة ارتطمت في القائم الأيسر.

واصل منتخب فرنسا مسلسل إهدار الفرص من خلال الهجمات المضادة، حيث وصلت الكرة إلى تورام، المتواجد داخل المنطقة، في الدقيقة 70، لكنه سدد تصويبة ضعيفة أبعدها تير شتيجن لركنية لم تثمر عن أي جديد.

وأنقذ تير شتيجن منتخب بلاده من تلقي هدف آخر في الدقيقة 74، بعدما تصدى لتسديدة من داخل المنطقة بواسطة ديزيري دوي، قبل أن يبعد الحارس الألماني قذيفة مدوية في الدقيقة 79 من داخل المنطقة عبر مبابي، من متابعة لتمريرة عرضية من الطرف الأيمن، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة، لكن حارس برشلونة الإسباني، أبعدها باقتدار لركنية.

وعاد مبابي لإضاعة فرصة مؤكدة أخرى، بعدما انطلق من منتصف الملعب وسدد من داخل المنطقة في الدقيقة 82، غير أنه وضع الكرة في منتصف المرمى، ليتصدى لها تير شتيجن.

وترجم منتخب فرنسا سيطرته على اللقاء، عقب تسجيل مايكل أوليز الهدف الثاني للفريق الضيف في الدقيقة 84.

وتلقى مبابي تمريرة خاطئة لينفرد بالمرمى من منتصف الملعب، لكنه فضل تمريرة الكرة عرضية من الجانب الأيسر إلى أوليز، الخالي تماما من الرقابة، الذي لم يجد صعوبة في وضع الكرة مباشرة إلى داخل الشباك.