أعلن مرصد أوكايمدن الفلكي اليوم الجمعة عن مساهمته إلى جانب فريق دولي من علماء الفلك في اكتشاف كوكب عملاق يدور حول أحد أصغر النجوم التي تم رصدها على الإطلاق.
ونشر الاكتشاف في مجلة “Nature Astronomy”، ووصفه المرصد بـ”الثوري”، خاصة أنه يشكّك في النظريات الحالية حول تكون الكواكب.
وشارك المرصد في هذا الاكتشاف عبر الأستاذة جميلة شوكار، الباحثة بالمرصد التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش.
وأوضح زهير بنخلدون، مدير المرصد الفلكي بأوكايمدن، أن النجم المضيف، المسمى “TOI-6894″، هو قزم أحمر لا تتعدى كتلته 20 بالمائة من كتلة الشمس. وكان العلماء حتى الآن يعتقدون أن النجوم منخفضة الكتلة بهذا الشكل غير قادرة على تكوين أو الاحتفاظ بكواكب عملاقة؛ ومع ذلك كشفت الملاحظات عن وجود مؤكد للكوكب “TOI-6894 b”، وهو كوكب بحجم كوكب زحل، يدور حول هذا النجم الصغير.
وأصبح هذا الاكتشاف حسب بنخلدون ممكنًا بفضل بيانات القمر الصناعي “TESS “، التابع لـ”ناسا”، تلتها حملة ملاحظات أرضية شارك فيها مشروعا “SPECULOOS” و”TRAPPIST”، بقيادة جامعة لييج وبالشراكة مع باحثين من مرصد أوكايمدن.
ومن بين العلماء الذين ساهموا في هذا الإنجاز الكبير تبرز الأستاذة جميلة شوكار، وهي عالمة فلك معروفة بأبحاثها الرائدة؛ وقد حازت جائزة أفضل أطروحة دكتوراه (AfAS PhD Prize) لعام 2022 من الجمعية الفلكية الإفريقية، وجائزة AfNWA-ISP لعام 2024 (جائزة البروفيسورة كارولينا أودمان-غوفندر للنساء في بداياتهن المهنية في علم الفلك).
وقالت شوكار: “كنا نعتقد أن النجوم الصغيرة بهذا الحجم لا يمكن أن تُكوِّن أو تحتفظ بكواكب عملاقة؛ ومع ذلك فإن TOI-6894 تُعد من أكثر النجوم شيوعًا في مجرة درب التبانة. ويشير هذا الاكتشاف إلى احتمال وجود عدد أكبر بكثير من الكواكب العملاقة مما كنا نظن، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة ومثيرة”.
واعتبر مرصد أوكيمدن أن هذا التقدم العلمي الهام، الذي ساهمت فيه الأستاذة جميلة شوكار، المعترف بها لتميّزها العلمي، يعد فصلًا جديدًا في دراسة الكواكب خارج النظام الشمسي، ويؤكد أن الكون مازال يحمل في طياته العديد من الأسرار التي تنتظر الاكتشاف.