باتت استثمارات النفط والغاز في شمال أفريقيا تحت وطأة الانكماش، مع تراجع متوقع بمقدار مليار دولار خلال العام الجاري (2025).
وأشار تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- إلى أن إجمالي الإنفاق على قطاع المنبع (الاستكشاف والإنتاج) بالمنطقة سيصل إلى 15 مليار دولار خلال 2025.
وفي مواجهة هذا التراجع، تتحرك بعض الدول في المنطقة بخطوات جادّة لإعادة تموضعها على خريطة استثمارات الطاقة العالمية، وفي مقدّمتها ليبيا والجزائر.
وإجمالًا، من المتوقع أن تتراجع استثمارات الطاقة في القارة السمراء خلال العام الجاري لتصل إلى 104 مليارات دولار، مقارنة بعام 2024 الذي سجّل 116.5 مليار دولار.
وعلى مدار العام الجاري، ستتجه 52% من استثمارات الطاقة في القارة نحو الوقود الأحفوري، في مقابل 48% للطاقة النظيفة.
اتجاهات استثمارات النفط والغاز في شمال أفريقيا
تستحوذ استثمارات النفط والغاز في شمال أفريقيا على 3% من إجمالي الإنفاق العالمي على قطاع الاستكشاف والإنتاج، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.
واللافت أن دول المنطقة تتسابق لجذب الاستثمارات الأجنبية، لكنها تصطدم بجدار من التحديات السياسية والتقلبات الاقتصادية.
فقد أطلقت ليبيا، في مطلع مارس/آذار الماضي، أول جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز منذ 2007، مع طرح 22 منطقة استكشافية موزعة بالتساوي بين مناطق برية وبحرية، وتُقدَّر مواردها بأكثر من 10 مليارات برميل نفط مكافئ.
وتستهدف هذه الخطوة إعادة إنعاش قطاع النفط المتعثر، وزيادة الإنتاج إلى ما بين 2 و3 ملايين برميل يوميًا على المدى القريب، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويرصد الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- الاحتياطيات المكتشفة بمناطق جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا:
أمّا الجزائر، فقد كشفت خطة استثمارية ضخمة تصل إلى 36 مليار دولار تمتد حتى عام 2028، مخصصة لتعزيز أنشطة الاستكشاف والإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات مناقصة دولية جديدة للتنقيب عن النفط والغاز خلال عام 2025، تشمل ما بين 4 و6 مربعات استكشافية.
وتأتي هذه الخطوة بعد الإقبال القوي من 37 شركة عالمية على جولة "ألجيريا بيد راوند 2024"، التي أطلقتها الوكالة أواخر 2024.
وتمثّل المناقصة المرتقبة جزءًا من خطة جزائرية طويلة الأمد لإطلاق 5 جولات سنوية من التراخيص حتى عام 2028، في محاولة لتعزيز احتياطيات البلاد من النفط والغاز.
تطورات استثمارات النفط والغاز في شمال أفريقيا
تشير التقديرات إلى أن دول شمال أفريقيا، بقيادة ليبيا والجزائر ومصر، ستستحوذ على حصة تصل إلى 35% من إجمالي استثمارات النفط والغاز بالقارة بين عامي 2023 و2030، وفق تقرير صادر عن غرفة الطاقة الأفريقية.
وخلال شهر أبريل/نيسان الماضي، أعلنت شركة إيني الإيطالية استثمارات ضخمة بقيمة 26.24 مليار دولار خلال السنوات الـ4 المقبلة في مشروعات طاقة بالجزائر وليبيا ومصر.
وخصصت إيني ما يقرب من 9 مليارات دولار لكل من الجزائر وليبيا، ومبلغًا مماثلًا لمصر، في إطار خطّتها الطموحة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما يستعد المغرب لتطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي خلال الأشهر المقبلة، باستثمارات تُقدَّر بنحو 6 مليارات دولار، سعيًا لاستيراد الغاز المسال، إلى جانب شبكة خطوط أنابيب متطورة تهدف إلى إيصال الغاز لمراكز الطلب.
استثمارات الطاقة في أفريقيا
بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع تراجع استثمارات الطاقة في أفريقيا بنحو الثلث بحلول عام 2025، مقارنة بمستويات عام 2015.
وعلى مدى العقد الماضي، شكّلت استثمارات النفط والغاز نحو نصف إجمالي الإنفاق في قطاع الطاقة، معظمها من شركات خاصة تستهدف التصدير.
غير أن انهيار أسعار النفط في 2014-2015 أدى إلى تراجع حادّ في الإنفاق، قبل أن يشهد بعض الانتعاش منذ 2021 عبر مشروعات إستراتيجية في السنغال وموريتانيا وناميبيا وموزمبيق.
وخلال العام الجاري، توقَّع التقرير تراجُع استثمارات النفط والغاز في قطاع المنبع بدول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنحو 15%.
ومع ذلك، تُظهِر المؤشرات احتمال انتعاش المنطقة في السنوات المقبلة، مدفوعة بعدد من النجاحات الاستكشافية اللافتة في ناميبيا، إضافة إلى الموافقة الحكومية الأخيرة على مشروع "كورال نورث" العائم للغاز المسال في موزمبيق، الذي تصل تكلفته إلى 7.2 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
