باريس تشهد أول محاكمة من نوعها.. "توتال إنرجي" أمام القضاء بتهمة "الغسل الأخضر"

في سابقة قضائية غير مسبوقة في فرنسا، انطلقت في باريس محاكمة شركة "توتال إنرجي" بتهم تتعلق بـ"الغسل الأخضر" والترويج لمعلومات مضللة بشأن التزاماتها المناخية. 

توتال إنرجي أمام القضاء بتهمة الغسل الأخضر

وجاءت هذه المحاكمة بعد دعوى رفعتها ثلاث منظمات بيئية في مارس 2022، تتهم فيها عملاق الطاقة الفرنسي بانتهاج ممارسات تجارية خادعة عبر الترويج لحياد كربوني مزعوم، في الوقت الذي تواصل فيه الشركة التوسع في إنتاج النفط والغاز.

الدعوى تستند إلى نحو 40 إعلاناً ترويجياً قالت المنظمات إنها تخفي حقائق أنشطة الشركة البيئية، وتروّج لفكرة أن الغاز وقود انتقالي "أقل ضرراً"، في حين تشير الدراسات المناخية إلى أن تسرب الميثان الناتج عن الغاز يُسهم بشكل كبير في تفاقم الاحتباس الحراري.

وقالت "غرينبيس" إن هذه القضية تمثل فرصة لإرسال "رسالة قوية" إلى شركات الوقود الأحفوري، من خلال المطالبة بإيقاف الإعلانات المضللة تحت طائلة العقوبات. 

أما "توتال إنرجي"، فتنفي جميع الاتهامات، وتؤكد أن رسائلها تندرج تحت ما يُعرف بـ"التواصل المؤسساتي" الذي تنظمه السلطات المالية، وليس قانون المستهلك، مشيرة إلى أن جمعيات حماية المستهلك لم تكن طرفاً في الدعوى.

ووفقاً للمنظمات البيئية، فإن هذه هي المرة الأولى التي تنظر فيها محكمة فرنسية في قضية تتعلق بالممارسات الدعائية الخضراء لشركة عاملة في مجال الوقود الأحفوري، وهو ما قد يشكل سابقة قانونية على مستوى أوروبا وربما العالم.