تستمر جمعية “سفينة الخير ومركب العطاء”، الكائن مقرها بمدينة النّاظور، في حملة حفر الآبار وإعدادها وتجهيزها لتزويد مجموعة من الدواوير النائية في عدد من الجماعات بالماء الصالح للشرب.
وقامت الجمعية، الأحد المنصرم، بتدشين انطلاقة البئر الرابع والعشرين في أحد دواوير جماعة صاكة التابعة للنفوذ الترابي لإقليم جرسيف، بعد الانتهاء الكلي من أشغاله.
وشملت حملة حفر الآبار التي أطلقتها جمعية “سفينة الخير ومركب العطاء”، منذ قرابة سنتين، مجموعة من الدواوير في جماعات بني سيدال الجبل، وبني سيدال لوطا، ودار الكبداني وتمسمان وحاسي بركان، وقرية أركمان وصاكا…
ويقوم المشروع ذاته على حفر بئر بالوسائل التقنية الحديثة، قبل تجهيزها بالطاقة الشمسية والمضخات والصمامات والأنابيب والصهاريج والصنابير، ليتمكن السكان من التزود بالماء في ظروف مُيسّرة.
الحملة الإنسانية ذاتها التي نفذتها الجمعية تهدف بالأساس إلى تزويد ساكنة الدواوير الجافة والنائية بالماء الصالح للشرب، وتخفيف آثار شح المياه والجفاف ومعاناة الساكنة من قطع مسافات طويلة لجلب الماء.
كما تهدف الحملة إلى تمكين الفلاحين من مياه سقي المساحات الزراعية، لتشجيع القطاع الفلاحي الذي تعتمد عليه أساسا ساكنة هذه الدواوير النائية كمورد لكسب القوت.
وفي تصريح لهسبريس قال محمد بويعماذ، رئيس جمعية سفينة الخير، إن “فكرة حفر الآبار جاءت في سياق أهداف الجمعية الخيرية، خاصة ما يتعلّق بمحاربة الجفاف والعطش بمجموعة من الدواوير التي تعاني من شح المياه”، مبرزا أن “تحديد الفئة المستفيدة من هذه الحملة الخيرية يستند أساسا إلى شروط المعاناة الحقيقية من قلة المياه، ويتم حسب الأحقية والأولوية”.
وأوضح بويعماذ أن “الجمعية تقوم أولا، بعد تحديد الدوار الذي تعاني ساكنته من شح المياه، بالبحث عن القطعة الأرضية المناسبة لإنشاء البئر، وغالبا ما يتم وهبها من طرف محسنين من ساكنة الدوار نفسه، ثم بعد ذلك تقوم الهيئة بكافة الإجراءات القانونية اللازمة قبل مباشرة المشروع”.
وأفاد المتحدث لهسبريس بأن “حفر بئر واحدة وتجهيزها قد يستغرق حوالي شهر حسب نوعية التربة والعمق، وتزويده بمختلف الوسائل التقنية الحديثة، لكي تستفيد الساكنة من الماء في ظروف جيدة ومواتية”.
وختم رئيس جمعية “سفينة الخير ومركب العطاء” تصريحه لهسبريس بإبراز الأهداف والرهانات المستقبلية لهذا المشروع، موردا أن “الجمعية تراهن حاليا على بلوغ البئر الـ100 لتغطية مختلف الدواوير التي تعاني ساكنتها من العطش والجفاف”.