تراجع إنتاج الديزل المتجدد في أميركا خلال الربع الأول من عام 2025، بعدما خيّمت أجواء من الضبابية على القطاع أربكت حسابات المنتجين.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن إنتاج الديزل المتجدد سجّل تراجعًا حادًا خلال الربع الأول من عام 2025، رغم تعزيز القدرة الإنتاجية، فقد بلغ متوسط الإنتاج نحو 170 ألف برميل يوميًا، بانخفاض نسبته 12% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2024.
وبالتوازي، بلغ متوسط إنتاج الديزل الحيوي في الربع الأول قرابة 70 ألف برميل يوميًا، مسجلًا انخفاضًا يتجاوز 30% مقارنة بالربع الأول من عام 2024.
ويندرج كل من الديزل الحيوي والديزل المتجدد تحت فئة وقود الديزل المستخرج من الكتلة الحيوية، إذ يُصنّعان من مواد أولية مثل الدهون والزيوت.
ويتميّز الديزل المتجدد بكونه مكافئًا كيميائيًا للديزل النفطي، ما يسمح باستعماله في محركات الديزل بأي نسبة تركيز، في حين يُخلط الديزل الحيوي عادة مع الديزل النفطي بنسبة لا تتجاوز 20% بسبب اختلافاته الكيميائية.
إنتاج الديزل المتجدد في أميركا خلال الربع الأول
كانت نسبة تراجع إنتاج الديزل المتجدد في أميركا خلال الربع الأول أقل حدة مقارنة بإنتاج الديزل الحيوي، نتيجة لنمو إنتاج الديزل المتجدد بوتيرة أكبر خلال عام 2024، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، الأربعاء 4 يونيو/حزيران (2024).
ورغم تراجع إنتاج مصافي الديزل المتجدد، فإن الزيادة التي قاربت 20% في القدرة الإنتاجية منذ الربع الأول من 2024 خفّفت من حدة الانخفاض، لكن بالمقارنة مع الربع الرابع من 2024، عندما كانت السعة مماثلة للمستويات الحالية، هبط الإنتاج في الربع الأول من 2025 بنحو 25%.
بينما شهد إنتاج الديزل الحيوي خلال شهر يناير/كانون الثاني (2025) انخفاضًا ملحوظًا، فقد بلغ 60 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ يناير/كانون الثاني (2015)، مسجلًا تراجعًا يقارب 40% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وحاول المنتجون زيادة الإنتاج في شهرَي فبراير/شباط ومارس/آذار، لكنهم لم يتمكنوا من استعادة الزخم.

أسباب تراجع إنتاج الديزل المتجدد في أميركا
بحسب التقرير، أدى تراجع الربحية إلى انخفاض إنتاج الديزل المتجدد في أميركا خلال الربع الأول من عام 2025.
وأعلنت شركات كبرى، مثل "دايموند غرين ديزل- Diamond Green Diesel" و"فيليبس 66- Phillips 66" و"ماراثون- Marathon"، تكبدها خسائر تشغيلية خلال هذه المدة.
بالإضافة إلى ذلك، تحوّلت هوامش الربح للديزل الحيوي إلى سلبية، ما أدى إلى تباطؤ الإنتاج، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكشف التقرير عن أن إنتاج الديزل القائم على الكتلة الحيوية في الولايات المتحدة خلال الربع الأول تراجع نتيجة الشكوك حيال مستقبل الحوافز الضريبية الفيدرالية.
فقد كان منتجو الديزل الحيوي والمستوردون يحصلون على ائتمان ضريبي ثابت بقيمة دولار لكل غالون ممزوج بالديزل النفطي، لكن بموجب قانون خفض التضخم، كان من المقرر إحلال اعتماد جديد يستند إلى كثافة الكربون في المواد الخام المستعملة محل هذا النظام.
ومع تأخر صدور الإرشادات النهائية للائتمان الضريبي الجديد، سادت حالة من عدم اليقين لدى المنتجين حول الربح، ودفع ذلك البعض إلى إيقاف الإنتاج مؤقتًا.

توقعات إنتاج الديزل المتجدد في أميركا
على صعيد آخر، توقعت إدارة معلومات الطاقة ارتفاع إنتاج الديزل المتجدد في أميركا خلال العام الجاري، لتلبية متطلبات معيار الوقود المتجدد، الذي يُلزم باستعمال كمية محددة من الوقود المتجدد، بهدف استبدال أو الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وخلال العام الجاري، من المتوقع ارتفاع إنتاج الديزل المتجدد السنوي بنسبة 5% مقارنة بعام 2024، مدعومًا بزيادة القدرة الإنتاجية.
في المقابل، سينخفض إنتاج الديزل الحيوي السنوي بنسبة 15% بسبب ضعف الإنتاج في بداية العام، واحتمال إغلاق بعض المصافي التي تواجه ظروفًا اقتصادية صعبة.
يُشار إلى أن قدرة إنتاج الديزل المتجدد في الولايات المتحدة وأنواع الوقود الحيوي الأخرى خلال الربع الأول من العام الجاري بلغت 4.58 مليار غالون سنويًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..