توقع بنك الاستثمار العالمي مورجان ستانلي تراجعًا كبيرًا في قيمة الدولار الأمريكي خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، مشيرًا إلى أن مؤشر الدولار قد ينخفض بنسبة 9% ليصل إلى مستوى 91، وهو أدنى مستوى له منذ تفشي جائحة «كوفيد-19».
ويأتي هذا التوقع في ظل ترجيحات بخفض مرتقب في معدلات الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب تحسّن متزايد في أداء العملات المنافسة، مما يؤدي إلى فقدان العملة الأمريكية جزءًا كبيرًا من زخمها في الأسواق العالمية.
وأوضح محللو «مورجان ستانلي» أن الدولار فقد زخمه بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، حيث بلغ بالفعل المستوى المستهدف لنهاية العام عند 101 في الشهر الماضي، قبل أن ينخفض أكثر إلى مستوى 98.9 اليوم الثلاثاء.
ويعكس هذا الانخفاض عوامل متعددة، أبرزها التوقعات بانتهاء دورة رفع الفائدة في الولايات المتحدة، فضلاً عن مؤشرات على استقرار اقتصادي أقوى في مناطق أخرى مثل منطقة اليورو وآسيا.
ويؤكد البنك أن التراجع المتوقع لن يكون متساويًا أمام جميع العملات، بل سيكون أشدّ وضوحًا أمام ما يُعرف بالعملات الآمنة، مثل اليورو والين الياباني والفرنك السويسري.
ووفقًا لتقديرات البنك، يُتوقع أن يرتفع اليورو إلى مستوى 1.25 دولار، بينما قد يصل الجنيه الإسترليني إلى 1.45 دولار بحلول منتصف عام 2026.
ويمثل هذا السيناريو تحولًا كبيرًا في مسار الدولار، الذي استفاد خلال السنوات الأخيرة من بيئة فائدة مرتفعة نسبيًا في الولايات المتحدة مقارنة بباقي الاقتصادات الكبرى، ما جعله ملاذًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن عائدات أعلى غير أن الصورة بدأت تتغير تدريجيًا مع اقتراب الفيدرالي الأمريكي من خفض أسعار الفائدة، وتزايد مؤشرات التعافي الاقتصادي في أوروبا وآسيا.
ويرى المحللون أن هذه التوقعات قد تحمل تأثيرات مهمة على الأسواق العالمية، لا سيما في مجالات مثل التجارة الدولية وأسعار السلع الأولية، فضعف الدولار من شأنه أن يدعم أسعار السلع المقومة به، مثل النفط والمعادن، كما قد يسهم في تعزيز تنافسية الصادرات الأمريكية، على الرغم من أنه قد يزيد من تكاليف الواردات ويمارس ضغوطًا تضخمية داخلية.
من ناحية أخرى، يمكن أن تشهد عملات الأسواق الناشئة بعض الدعم الإيجابي نتيجة هذا الاتجاه، إذ أن تراجع الدولار عادة ما يؤدي إلى تدفقات رأسمالية أكبر نحو تلك الأسواق، خصوصًا إذا كانت مصحوبة باستقرار اقتصادي داخلي.
وفي المجمل، يعكس تقرير «مورجان ستانلي» تزايد القناعة لدى المستثمرين بأن دورة قوة الدولار التي استمرت لعدة سنوات ربما تكون قد بلغت نهايتها، ما يفتح الباب أمام إعادة تشكيل موازين القوى في سوق العملات العالمية خلال المرحلة المقبلة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
