تستعد مكة المكرمة، المدينة المقدسة التي تجذب ملايين المسلمين سنويًا، لموسم الحج 2025 بإكمال مشاريع تطويرية طموحة حول المسجد الحرام، تهدف إلى تعزيز راحة وأمان الحجاج والمعتمرين.
ووفقًا لصحيفة "سعودي جازيت"، وأنجزت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة تحسينات هائلة للبنية التحتية، تشمل توسعة الممرات الخارجية بمساحة 235،000 متر مربع لتسهيل حركة المشاة، وإنشاء 30،000 متر مربع من المناطق المظللة لحماية الحجاج من الحرارة الشديدة، بالإضافة إلى تطبيق طلاء مقاوم للحرارة في مواقع رئيسية مثل شارعي أجياد وإبراهيم الخليل وساحة أبراج الساعة، مما يقلل درجات الحرارة بنحو 15 درجة مئوية، لضمان تجربة سلسة ومريحة لضيوف الرحمن.
وتأتي هذه التطويرات في إطار تنفيذ رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام لتصل إلى 2.2 مليون مصلٍ، مع توسعة مناطق الصلاة لاستيعاب أكثر من 60،000 مصلٍ إضافي، مما يخفف الازدحام خلال أوقات الذروة.
كما تم تعزيز المسعى بمساحة 16،700 متر مربع لاستيعاب 15 ألف شخص، وإضافة 3000 متر مربع للساحات الخارجية. وشملت التحسينات تركيب نظام صوتي متطور يضم أكثر من 8000 سماعة، مما يضمن نقل الأذان والخطب بجودة عالية ووضوح تام، لتعزيز التجربة الروحانية للحجاج أثناء أداء شعائرهم.
ومن أجل تسهيل تنقل الحجاج، تم تطوير شبكة نقل متكاملة تربط المسجد الحرام بالمدن المجاورة، حيث يوفر "قطار الحرمين" رحلات بسرعة 300 كم/ساعة بين مكة والمدينة المنورة وجدة، بينما يساهم "مترو مكة" في تقليل الازدحام داخل المدينة.
كما يربط طريق الملك عبدالعزيز، بطول 3.6 كم، الحرم بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، الذي يتوقع أن يستوعب 100 مليون مسافر سنويًا. ودعمت مبادرات تقنية مثل "الحج الذكي" و"بطاقة الحج الذكية" إدارة الحشود، من خلال تطبيقات رقمية توفر معلومات فورية وتنظم مواعيد الحجاج، مما يجعل أداء المناسك أكثر انسيابية وسهولة.
إلى جانب ذلك، ركزت التطويرات على تحسين الخدمات اللوجستية لتلبية احتياجات الحجاج المتنوعة. تم تركيب 680 سلمًا كهربائيًا و140 مصعدًا لتسهيل التنقل داخل الحرم، مع توفير عربات جولف كهربائية مخصصة لكبار السن وذوي الإعاقة.
كما تم إدخال نظام إرشادي موحد بلافتات توجيهية محسنة لتوجيه الحجاج بفعالية، وإعادة تنظيم الواجهات التجارية المحيطة بالحرم لضمان تناسق بصري وجمالي.
وتم تجهيز صالونات حلاقة إضافية لخدمة الحجاج، مع مراكز ضيافة مخصصة للأطفال لدعم العائلات، مما يعكس التزام المملكة بتوفير تجربة متكاملة للحجيج.
وذكرت الصحيفة أن هذه المشاريع الطموحة تهدف إلى استقبال 5 ملايين حاج و30 مليون معتمر بحلول 2030، مع التركيز على الاستدامة والابتكار. فقد تم تعزيز المرافق الصحية من خلال إنشاء مراكز طبية متقدمة تقدم الرعاية الفورية، وتوسيع وحدات التكييف في الحرم لضمان بيئة مريحة حتى في ذروة الصيف.
كما تم تحسين إدارة النفايات من خلال أنظمة ذكية للحفاظ على نظافة المناطق المحيطة بالحرم، مما يعزز من استدامة البيئة المحلية ويحافظ على الطابع الروحاني للمكان.
علاوة على ذلك، ساهمت هذه التطويرات في تعزيز الربط بين المسجد الحرام وشبكة النقل العام، مما يقلل الضغط على المناطق المحيطة ويوفر تجربة تنقل سلسة. فقد تم تصميم مسارات مخصصة للمشاة تربط الحرم بالفنادق والمرافق الخدمية، مع إضافة مراكز استراحة مجهزة بمقاعد مريحة ونقاط توزيع مياه زمزم.
هذه الجهود تعكس رؤية المملكة في تحويل مكة المكرمة إلى مركز روحاني وعالمي يجمع بين الأصالة الدينية والحداثة العمرانية، لتقديم تجربة حج وعمرة لا تُضاهى، تلبي تطلعات الملايين من المسلمين حول العالم.