في صفقة أثارت الكثير من الجدل داخل الأوساط الاقتصادية، انتقلت ملكية شركة بسكو مصر بالكامل إلى مجموعة هائل سعيد أنعم اليمنية عبر شركتها التابعة "نايل فالي" مقابل 241 مليون جنيه فقط، أي ما يعادل 4.8 مليون دولار، في استحواذ وصفه خبراء بـ"صفقة برخص التراب"، مقارنة بتاريخ الشركة العريق وأصولها الصناعية والعقارية.
تأسست بسكو مصر عام 1957، وكانت واحدة من أبرز رموز الصناعات الغذائية الوطنية، إذ ارتبط اسمها بذاكرة أجيال من المصريين من خلال منتجات شهيرة مثل "ماري" و"لوكس"، كما كانت تلعب دورًا محوريًا في دعم التغذية المدرسية والتموين العسكري، ومع تعاقب مراحل الخصخصة، انتقلت ملكية الشركة في 2015 إلى شركة كيلوج الأمريكية، ثم أعادت الأخيرة بيعها مؤخرًا بسعر أقل بـ97% من سعر شرائها الأصلي.
وتُعزى هذه الانخفاضات الحادة في تقييم الشركة إلى عوامل اقتصادية أبرزها تدهور سعر صرف الجنيه المصري خلال العقد الأخير، وتراكم الديون التي بلغت 365 مليون جنيه، مما ساهم في هبوط القيمة السوقية لبسكو مصر رغم امتلاكها 3 مصانع، و40 منفذ بيع، ومحفظة أراضٍ واسعة قدرت بنحو مليار جنيه في 2014.
الخبراء أكدوا أن استحواذ نايل فالي على بسكو مصر يعكس تزايد شهية المستثمرين الأجانب للدخول في السوق المصرية مع تدني أسعار الشركات المقيدة بالبورصة، مما قد يشكل تهديدًا لرموز الصناعة الوطنية إن لم تُفعّل الجهات المعنية آليات حماية حقيقية لها.
وتسعى مجموعة هائل سعيد اليمنية إلى إعادة إحياء علامة بسكو مصر وتوسيع إنتاجها محليًا وإقليميًا، وسط تطلعات بأن تعود الشركة لمكانتها في سوق الصناعات الغذائية المصرية، لكن بأسلوب إدارة جديد وأهداف توسعية تشمل منتجات البسكويت والمخبوزات بمفهوم عصري يواكب المنافسة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.