قام قداسة البابا تواضروس الثاني بوضع اليد الرسولية على ثمانية رهبان مرشحين لنيل درجة الأسقفية، حيث جرت سيامة أربعة أساقفة للإيبارشيات. تم تعيين اثنين منهم لإيبارشية ديرمواس ودلجا، وإيبارشية جنوبي ألمانيا ودير القديس الأنبا أنطونيوس في كريفلباخ. أما الأسقفان الآخران فقد تمت رسامتهما لإيبارشيتين جديدتين، هما إيبارشية مطروح والخمس مدن الغربية، وإيبارشية برج العرب والعامرية.

رسالة البابا تواضروس للأساقفة الجدد
أشار قداسته إلى أهمية أن تكون هذه المبادئ بمثابة دستور شامل يتبناه الجميع لتحقيق النجاح:
المبدأ الأول: المسيح هو قائد الكنيسة ومالكها، ونحن مجرد أدوات طيِّعة في يد الله. عندما نزداد في الطاعة، يستخدمنا المسيح بطريقة مذهلة. ولكن إذا وضع الإنسان ذاته عائقًا أمام الطاعة، فإنه يصبح حجر عثرة يحول دون تلقي الكثير من نعمة المسيح وعمله في حياته.
المبدأ الثاني: الأسقف يُعَيَّن من أجل الخدمة والمسؤولية تجاه الشعب. من هنا تأتي أهمية التواجد الدائم مع الشعب، لأن وجود الراعي بين قطيعه يُدخل الفرح والسعادة في قلوبهم، ويجلب لهم شعور الأمان والمحبة والطمأنينة. كما أن الله يعمَل في الأسقف وفي شعبه أثناء هذا التواصل المستمر.
المبدأ الثالث: التواضع هو الحامي الأساسي للنعمة والموهبة الممنوحة. فرغم أن الأسقفية هي أعلى درجات الكهنوت، إلا أن الكنيسة لا ترى فيها ترقية أو سلطة بل دعوة للاتضاع الحقيقي. الخدمة الحقيقية تتجلى حين ننحني لغسل أقدام الآخرين. التواضع الصادق يجلب البركة ويصونها، كما يجعل النعمة تعمل داخل الإنسان ومن خلاله، مما يزيد من شعوره بصغره أمام عظمة الله. لذا ينبغي الحذر من الأنانية وحب الذات، لأنها العائق الأكبر أمام الخدمة الصادقة لله.
البابا تواضروس الثاني مع الأساقفة الجدد
المبدأ الرابع: لا تهمل حياتك الروحية. إن أهملت نفسك فقدت كل شيء. تذكّر دومًا أنك راهب، وهو أمر يتطلب الاستمرار في علاقة قوية مع أب الاعتراف وأوقات الخلوة والتأمل وفحص الضمير. لا تدع انشغالات الخدمة تطغى على احتياجاتك الروحية الأساسية.
المبدأ الخامس: أشبع شعبك على كل الأصعدة؛ روحيًا وكنسيًا واجتماعيًا ونفسيًا. الشعب يرى فيك دور الأب الذي يجب أن يغذيهم بالإيمان والرجاء والمحبة. منذ تأسيس الكنيسة على يد القديس مرقس، كان هذا الشعب ركيزة استمراريتها بفضل تمسكه بالإيمان. لذلك ينتظر منك أن تقدم لهم مصدر الشبع بالمسيح و الإنجيل والحياة الروحية السليمة. من المهم أن تهتم بجميع الفئات؛ الأطفال والشباب والبالغين والأسرة الصغيرة والكبيرة، بالإضافة إلى دعم ذوي الاحتياجات الخاصة ودور الأيتام بالحب والرعاية اللازمة.

المبدأ السادس: ابتعد عن الوقوع في حب المال، فهو خطأ قاتل. المال ليس أكثر من وسيلة تُستخدم للخدمة، وعندما يقع الإنسان في فخ اكتناز المال، يصبح قلبه قاسيًا وغير وفي أمام الله. ما يضعه الله بين أيدينا ليس نتاج فضل منا، بل هو أمانة توضع من أجل خدمة الشعب. الكنيسة هي ملكه، وهو الذي يدبرها ويرسل لشعبه كل احتياجاتهم.
المبدأ السابع: تجنب الخوض في الغيبيات مثل الأعمال الشيطانية أو تفسير الأحلام وما يشابه ذلك. نحن نصلي دائماً: “كل حسد وكل تجربة وفعل الشيطان ومؤامرة الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين، انزعها عنا”. احترس من التطرق لهذه المواضيع سواء في العظات أو أثناء الإجابة عن تساؤلات الناس، فهي تفتح أبوابًا قد يستغلها الشيطان لإيقاعك في الكبرياء. هذه الأمور مغلوطة ولا تليق بكنيستنا، التي تركز فقط على خلاص النفوس وضمان مكان لكل إنسان في الملكوت.
المبدأ الثامن: ثق أن الله يُحكم كل شيء بحكمة وفي الوقت المناسب. لا تتسرع في الأمور حتى لا تقع في أزمات وتعب. كن دائم النشاط والأمانة، واحسن استثمار الوقت كإحدى المواهب التي منحك الله إياها.

المبدأ التاسع: الديانة الطاهرة في نظر الله تتمثل في العناية بالأرامل واليتامى خلال أوقات ضيقهم. هناك الكثيرون ممن يعانون من ضيق ليس ماديًا فقط بل أيضًا اجتماعيًا ونفسيًا. لذا اجعل قلبك وبابك مفتوحين لكل المتضايقين. ولا تنسَ أهمية الحفاظ على نفسك نقياً وسط دوامة مشغوليات الخدمة، متجنبًا كل ما يمكن أن يدنسك من مغريات العالم المتجددة والمختلفة.