«كمين وزاري في الأقصر».. وزير الثقافة يكتشف "حفرة آثار" داخل قصر ثقافة ويُحيل القيادات للتحقيق

في واقعة مثيرة لم تكن بالحسبان، قاد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، جولة مفاجئة داخل قصر ثقافة الأقصر، ضمن خطته لمتابعة أعمال التطوير ورفع الكفاءة الجارية بعدد من المنشآت الثقافية بالصعيد، لكنه لم يكن يعلم أن هذه الجولة ستتحول إلى كمين وزاري يكشف واقعة صادمة داخل منشأة ثقافية يفترض بها أن تكون منارة للفكر والإبداع.

وخلال الجولة، رصد الوزير تدهورًا واضحًا في حالة المبنى، سواء من حيث البنية الأساسية أو أعمال الترميم التي كان من المفترض أنها تحت التنفيذ.

 لكن المفاجأة الأكبر لم تكن في حالة المبنى، بل في وجود حفرة كبيرة وغير مبررة داخل غرفة بإحدى الشقق الملحقة بالقصر.

الوزير لاحظ الحفرة وسأل عن سببها، لكن المفاجأة كانت أن أحدًا من الموظفين أو المشرفين لم يجب، لا بتفسير فني ولا إداري،هذا الصمت الغريب أثار شكوك الوزير، الذي أصر على عدم مغادرة الموقع إلا بعد معرفة الحقيقة كاملة.

وبالفحص الدقيق، تم الكشف عن مفاجأة غير متوقعة: الحفرة نُفذت خلسة وبشكل سري، ويُشتبه أنها كانت بهدف التنقيب عن الآثار داخل المنشأة الثقافية

الأمر لم يكن مجرد إهمال أو قصور إداري، بل مخالفة جسيمة تهدد سمعة واحدة من أعرق المؤسسات الثقافية في الصعيد، وتمثل - بحسب الوزير - تشويهًا للرسالة الثقافية وإهدارًا واضحًا للمال العام.

وعلى الفور، وجّه الوزير بإحالة جميع المسؤولين عن الموقع إلى التحقيق الفوري، وعلى رأسهم:

رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي (السابق)

المدير العام الحالي للإقليم

مدير فرع ثقافة الأقصر

مديري قصر ثقافة الأقصر وقصر ثقافة الطفل

مسؤولي الإدارة الهندسية والمكتب الفني

مسؤول الأمن بالفرع

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن الواقعة أُحيلت بالفعل إلى النيابة العامة بمحافظة الأقصر، وأن الوزارة لن تتهاون مع أي شكل من أشكال الفساد أو التراخي في متابعة المشروعات، لا سيما حين يتعلق الأمر بمؤسسات تمثل عقل ووجدان الوطن.

واختتم الوزير زيارته بتصريحات حاسمة، مؤكدًا أن ما حدث في قصر ثقافة الأقصر لن يمر مرور الكرام، وأن الوزارة ستكثف زياراتها الميدانية المفاجئة لباقي المنشآت، مع التشديد على أن كل قرش يُصرف من المال العام لا بد أن يُحترم ويُراقب، وكل مرفق ثقافي لا بد أن يخضع للانضباط التام والشفافية الكاملة.