بالموازاة مع فترة الحصاد للموسم الفلاحي الجاري تشهد مجموعة من أسواق بيع الحبوب والقطاني بالمملكة إقبالا متوسطا من قبل المشترين، في وقت يظهر تباين بين أسعار بيع المُنتجات المحلية ونظيرتها المستوردة.
وقال تجار لهسبريس إن “الإقبال الذي كان يُسجّل قبيل عيد الأضحى خلال السنوات الماضية ظلّ مُفتقدا هذه السنة، في وقت تترقب السوق الوطنية وصول إنتاجية هذا الموسم من الحبوب الرئيسية التي تحسّنت نسبيا”، مشيرين إلى أن “إنتاجية الموسم الفلاحي الحالي ستكون ذات نتائج إيجابية على منظومة الأسعار”.
ورغم استقرار أسعار هذه المُنتجات الأساسية في حدود متوسطة وانخفاضها مقارنة بالسنوات الماضية إلا أن المهنيين يرون أن “الأفضلية تبقى دائما للمُنتج المستورد من الخارج، الذي يساهم إلى جانب نظيره المحلي في تحديد مستويات الأسعار حتى تبقى في مستوى القدرة الشرائية للمستهلكين”.
وقال نجيب الطاهري، تاجر في سوق الحبوب بدرب السلطان بمدينة الدار البيضاء، إن “أسواق الحبوب بالمغرب تعيش حاليا على وقع إقبال متوسط عكس ما كانت عليه الفترة التي تسبق عيد الأضحى في السنوات الماضية”.
وأكّد الطاهري، في تصريح لهسبريس، أن “أثمان المنتج المغربي تظل متوسطة، وذلك بمقارنتها بنظيرتها الخاصة بالمنتجات المستوردة”، موضحا أن “الاستيراد يساهم في توازن السوق، ولولاه لارْتفعت أسعار الحبوب بشكل قياسي مجددا، كما حدث عند بداية الحرب الروسية الأوكرانية”.
كما أشار المتحدث إلى أن “منتج العدس المستورد من الخارج يُباع حاليا بما يصل إلى 15 درهما، والفاصوليا بحوالي 18 درهما، في حين يتراوح ثمن الحمّص المُنتج محليا بين 15 و20 درهما”، موردا أن “تسجيل انخفاضات في أثمان هذه المنتجات يبقى رهينا بحضور المستورد منها في السوق بأحجام أكبر؛ فيما يمكن كذلك لحجم إنتاجية هذه السنة من الحبوب وبعض القطاني أن يساهم في تحديد أثمان تتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطنين”.
من جهته أفاد محمد الأمين، تاجر في “رحبة الحبوب” بمدينة الرباط، بأن “تأثير المنتج المحلي من الحبوب والقطاني لهذا الموسم سيظهر مبدئيا خلال الأشهر المقبلة، إذ إن الإنتاجية التي دخلت حاليا إلى الأسواق تبقى محدودة، ولاسيما ما يتعلق منها بمادة العدس”.
وأكد الأمين، ضمن تصريح لهسبريس، أن “القمح المستورد من الخارج يحضر بشكل بارز داخل السوق الوطنية، وهو ما ساهم في عدم تجاوز ثمنه بالمملكة أربعة دراهم، في حين يصل ثمن العدس إلى حوالي 16 درهما”.
وقال المتحدث ذاته أيضا إنه “ما من شكّ في أن وصول كميات مهمة من هذه المُنتجات، سواء كانت مُنتجةً محليا أو مستوردة من الخارج، سيكون ذا نتائج إيجابية، وذلك رغم أن الأثمان تبدو في الوقت الراهن في متناول شرائح مختلفة من المستهلكين، فيما من المرجّح أن تظهر انخفاضات خلال الفترة المقبلة”.