قال الدكتور هاني الكاتب، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الزراعية وأستاذ علم الغابات، إن مشروع زراعة الأشجار في المناطق الصحراوية يحقق كثير من الفوائد في مواجهة التغيرات المناخية التي أصبحت تضرب العالم.
وأضاف الكاتب في مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "الفكرة وراء المشروع كانت واضحة؛ فعند زراعة الأشجار والغابات، تبدأ السحب في التكون، وإذا أُقيمت هذه المشروعات في أماكنها الصحيحة، فإنها تساهم في زيادة فرص سقوط الأمطار".
وأضاف: "هذه التغيرات المناخية لم تكن مفاجئة لنا، بل كنا نتوقعها منذ أكثر من ثلاثين عاما، سواء على مستوى الكوارث الطبيعية أو ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الانبعاثات الكربونية".
وأوضح الكاتب أن من مظاهر هذه التحولات المناخية ما أصبحنا نراه من أمطار شديدة وغير معتادة، قائلًا: "كنا نلاحظ في تجارب بدول أخرى أن كمية الأمطار التي كانت تسقط خلال سنتين باتت الآن تهطل خلال ساعة واحدة فقط وهذا الأمر يظهر الحاجة إلى تدابير واضحة للتكيف مع هذه الظواهر".
وتابع: "للأسف، في المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة في مصر، لا نرى تقريبا وجودا للأشجار، رغم دورها الكبير في تقليل الجريان السطحي، وهو أحد أسباب الفيضانات والكوارث التي نراها في أنحاء مختلفة من العالم".
وواصل: "نحن لا نملك غابات بالمعنى المعروف، كما أن الغابات التي أُنشئت في السابق أُهدرت، والسبب في ذلك هو عدم وجود الخبرة الكافية في هذا المجال وفي منتصف التسعينيات، نفذنا مشروعا رائدا باستخدام مياه الصرف الصحي في زراعة الأشجار الخشبية، وكان من أنجح المشروعات".
وأكمل: "كنا نروي الأشجار بمياه الصرف الصحي، وفي الوقت نفسه نوفر لها التسميد اللازم من خلال المغذيات الموجودة في المياه مثل النيتروجين والفوسفور وقد أدى ذلك إلى إنتاج كتلة حيوية عالية جدا، ومعدلات نمو لم يكن أحد يتوقعها، حتى على مستوى العالم".
واختتم: "بينما العالم كان منبهرا بنتائج المشروع، ساد صمت شديد في مصر وكأننا لا نعرف شيئًا عنه وهذا مؤسف، لأن المشروع كان يمكن أن يُحدث فارقًا حقيقيا في التعامل مع التغيرات المناخية".