في ظل ما شهدته مدينة الإسكندرية مؤخرًا من اضطرابات جوية شديدة وأمطار رعدية أثارت الجدل، أكد خبير في الأرصاد الجوية أن المدينة ليست معرضة لأعاصير مدمرة بالمعنى المعروف عالميًا، وإنما تتأثر بمنخفضات جوية قوية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي لتكوّن سحب رعدية عنيفة تشبه في قوتها الأعاصير المصغرة، ويأتي ذلك وسط تساؤلات المواطنين حول ما إذا كانت الإسكندرية قد تواجه أعاصير حقيقية في المستقبل.
وأوضح الدكتور مصطفى عصام، مدرس الأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن الأعاصير المدارية التي تضرب مناطق مثل أمريكا وجنوب شرق آسيا لا تنتمي لنطاق مصر الجغرافي، لكن التغير المناخي في مصر زاد من حدة الحالات الجوية، وجعل بعض المنخفضات تحمل خصائص أكثر عنفًا من السابق، خصوصًا في مناطق مثل الساحل الشمالي والإسكندرية.
وأشار عصام إلى أن ما حدث بالإسكندرية هو منخفض جوي متأخر زمنيًا، جاء في وقت تزامن مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ما أدى إلى تكثف السحب الرعدية بصورة غير معهودة، وأضاف أن هذا النمط من الطقس غير معتاد في هذا التوقيت من العام، وهو ما يكشف تأثير الاحتباس الحراري والتغير المناخي على مناخ شمال مصر.
كما أكد أن هناك علاقة طردية بين ارتفاع الحرارة وشدة الظواهر الجوية، فكلما ارتفعت درجات الحرارة، زادت فرص تكون عواصف وأمطار رعدية عنيفة، وهو ما يفسر تساقط الأمطار الغزيرة واقتلاع لوحات معدنية مؤخرًا في شوارع الإسكندرية، وحذر من الاستهانة بتقارير الأرصاد الجوية، مؤكدًا أهمية نشر الوعي العلمي بالتغيرات المناخية.
وفي ختام حديثه، شدد خبير الأرصاد على أن الوعي الشعبي يجب أن يواكب التغيرات المناخية، خاصة مع ما تشهده مصر من طقس غير مستقر، ودعا الجهات المعنية إلى تعزيز التثقيف المجتمعي حول التنبؤات الجوية، والتعامل بجدية مع التحذيرات الرسمية، مؤكدًا أن ما تعانيه الإسكندرية الآن هو نتيجة حتمية لما يشهده العالم من تغيرات مناخية متسارعة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.