تم عصر أمسٍ الجمعة استئناف أطوارِ المرحلة الإقصائية من الدورة الرابعة والعشرين لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، المُقامة بدار السلام بالرباط بمشاركة 25 سربة تمثل مختلف جهات المملكة.
وتمكّنت 15 سربة، 10 من فئة الكبار و5 من فئة الشبان، من تجاوز هذه المرحلة لتحجز لنفسها بذلك مقعدًا خلال المرحلة النهائية التي ستُقام يومي السبت والأحد.
مقابل ذلك غادرت 8 سربات من فئة الكبار “دائرة التباري”، بعدما أبانت عن إمكانياتها خلال الأيام الأربعة من هذه المرحلة، والأمر نفسه بالنسبة لسربتيْن في فئة الشبان.
وكانت السّربات الممثلة لكبار جهة الشرق في صدارة مُغادري البطولة بواقع خمس سربات، من بينها “سربة صاري عزيز”، “سربة قيسي عبد الوهاب”، و”سربة عزوزي بدر”، فضلا عن سربتين يقودهما المقدّمان بنعودة عبد الحق والسايب إدريس.
وضمّت كوكبة المغادرين أيضا “سربة مرادي حسن” عن جهة كلميم واد نون، و”سربة هدانة سعيد” الممثلة لجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، فضلا عن “سربة السايب إدريس” عن جهة فاس ـ مكناس، و”سربة العويني عبد الرحيم” عن جهة مراكش ـ آسفي.
وفي سياق متصل، غادرت سربتان المنافسة على جائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة) في فئة الشبان. ويتعلق الأمر هنا بـ”سربة الدوحي مروان” عن جهة كلميم- واد نون، و”سربة العيدة حسن” التي تمثل الجهة الشرقية.
وبدا جليا أن “أهل الشرق” لم يتوفقوا بشكل جماعي في اجتياز هذه المرحلة، سواء في فئة الشبان أو الكبار، في حين كان التفوق ملازما للسّربات التي تمثل جهات: بني ملال- خنيفرة، الدار البيضاء ـ سطات، كلميم- واد نون والرباط ـ سلا ـ القنيطرة.
وتم على هامش فعاليات اليوم الرابع من منافسات هذه المنافسات تكريم السّربات التي غادرت البطولة، مقابل الأداء الذي قدّمته على أرضية “محرك” دار السلام، إذ تسلّم أعضاؤها تكريمات رمزية من مسؤولين بإدارات عمومية ووزارات مختلفة.
وكان الجمهور حريصا على التفاعل مع أداء السربات الـ25 على مدار أزيد من 3 ساعات، لاسيما عند أداء الطلقات (القرصات)، التي يراهن عليها “المقدّمية” من أجل الظفر بمزيد من النقاط من قبل لجنة تحكيمٍ يقظة تُراقب تناسق الأداء واحترام الزيّ الخاص بكل جهة على حدة.
وقال محمد محمودي، عضو “سربة بدر عزوزي” من جهة الشرق، إن “المنافسة كانت قوية، الجمعة، والمهم جدا أننا خرجنا من أرضية المَحرك بسلام، في ظل قوة أداء المجموعة التي جئنا فيها”، مضيفا “نأمل أن نشارك خلال السنة المقبلة ونتمكن من التأهل إلى الدور النهائي”.
من جهته قال محمد الحمداني، عضو “سربة هدانة سعيد” عن جهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، “نشكر الجمهور الذي ساندنا حتى آخر لحظة. لم نكن نريد صراحة مغادرة دائرة التنافس، غير أن سلامة الركاب هي الأساسية في نهاية المطاف، لكن ما نريد التأكيد عليه هو أهمية الحفاظ على هذا الموروث المغربي”.
وأوضح الحمداني، في تصريح لهسبريس، أن “المنافسة بين السّربات كانت قوية، والسبب في ذلك هو أن هذه الفرق سبق لها أن فازت على مستوى مناطقها، قبل أن تفوز في المباريات بين الجهات، ونضرب لكم موعدا بمدينة الجديدة”.
تجدر الإشارة إلى أن المشاركة في جائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة) تقتصر على السربات التي حصلت على التأهل خلال المباريات الجهوية والوطنية المنظمة بشراكة بين الجامعة الملكية المغربية للفروسية والشركة الملكية لتشجيع الفرس.
ومن المنتظر أن يحتضن “مَحرك” دار السلام المرحلة النهائية من هذه البطولة في دورتها الرابعة والعشرين، يومي السبت والأحد، وهي المرحلة التي ستعرف مشاركة 10 سربات من فئة الكبار و5 سربات من فئة الشبان للتنافس على لقب “بطل المغرب”.