في مؤشر جديد على تقلبات السوق وتغير المزاج الاستثماري عالميًا، شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية، اليوم الخميس 29 مايو 2025، تراجعًا مفاجئًا وكبيرًا، حيث فقد الجرام نحو 25 جنيهًا من قيمته، في أعقاب تراجع عالمي في سعر الأونصة إلى 3280 دولارًا، مقابل 3300 دولار في تعاملات أمس.
ووفقًا لتصريحات شعبة المعادن الثمينة باتحاد الغرف التجارية، فإن الانخفاض الحالي يأتي نتيجة تفاعل عدة عوامل خارجية وداخلية، أبرزها إشارات التهدئة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تعافي مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية.
أسعار الذهب في مصر اليوم:
عيار 24: 5257 جنيهًا
عيار 21 (الأكثر تداولًا): 4600 جنيه
عيار 18: 3942 جنيهًا
الجنيه الذهب: 36800 جنيه
السياق العالمي: تهدئة تجارية وتفاؤل نسبي
وجاء تراجع الذهب عالميًا مدفوعًا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على صادرات الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو المقبل، وهو ما فسّره المستثمرون بأنه إشارة نحو مفاوضات محتملة قد تُجنّب الأسواق موجة جديدة من الاضطرابات التجارية، ما أدى إلى تحوّل جزئي في شهية المخاطرة.
ويُعد الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، لذا فإن أي مؤشرات على الاستقرار الجيوسياسي أو التجاري تُضعف من جاذبيته مؤقتًا، لصالح الأصول ذات العائد مثل الأسهم والعملات.
الوضع المحلي: السوق في حالة ترقب والطلب يتراجع
محليًا، انعكس هذا التراجع في الأسعار على حركة السوق التي تشهد منذ بداية الأسبوع تراجعًا نسبيًا في الإقبال، بحسب ما أفاد به تجار وصاغة في عدد من المحافظات. وأشار بعضهم إلى أن التذبذب الحاد في الأسعار بات يدفع الكثير من المشترين إلى التريث، خاصة مع تراجع الطلب الموسمي بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر.
كما أشار متعاملون إلى أن حالة الترقب التي تسيطر على السوق ترتبط أيضًا بانتظار قرارات السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، والمتوقعة خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية المقبل، وسط توقعات بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في ظل تراجع مستويات التضخم مؤخرًا.
ما وراء الأرقام: الذهب مؤشر حساس للثقة
يُعد الذهب من أكثر الأدوات المالية تأثرًا بالعوامل النفسية والمضاربات، إذ يتأثر بحركة الدولار، والتضخم، وأسعار الفائدة، وكذلك بتطورات النزاعات الجيوسياسية. وفي الوقت الحالي، فإن أي إعلان اقتصادي أو سياسي يُمكن أن يُحدث تقلبات ملحوظة، ما يضع المستثمرين في مفترق طرق بين التمسك بالذهب كأصل تحوطي، أو الانتقال إلى أصول أخرى.
ويرى مراقبون أن استمرار تراجع الذهب عالميًا مرهون بمسار المفاوضات التجارية الأمريكية الأوروبية، وكذلك أداء الدولار في الأيام المقبلة، إلى جانب نتائج البيانات الاقتصادية الأمريكية المنتظرة خلال الأسبوع القادم، والتي ستُحدد اتجاه الأسواق في المدى القصير.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
