أخبار عاجلة
مستقبل نجم ريال مدريد في محل شك -
جلستين للحوار الاجتماعي بقطاع الشغل -

مشردون يقطنون مركبا اجتماعيا بتنغير

مشردون يقطنون مركبا اجتماعيا بتنغير
مشردون يقطنون مركبا اجتماعيا بتنغير

في مشهد مؤلم يعكس تدهور البنية التحتية وغياب الرقابة والصيانة تحول المركب الاجتماعي – التربوي الواقع في قلب مدينة تنغير إلى أطلال. جريدة هسبريس الإلكترونية زارت صباح اليوم الأربعاء هذا الفضاء، الذي كان يوما ما يمثل نموذجا للتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية، لتجد أنه أصبح ملجأ للمتسكعين ومكانا للإهمال البيئي والاجتماعي.

عند دخولك إلى المركب تستقبلك روائح كريهة تملأ المكان، نتيجة استخدامه كمرحاض عمومي من قبل المتشردين وبعض المارة. النوافذ مكسرة، الأبواب مخلوعة، والزجاج المتناثر على الأرض يجعل المشهد أكثر كارثية؛ كما الجدران المشققة تعكس سنوات الإهمال، فيما البناية بأكملها تبدو آيلة للسقوط في أي لحظة. هذا الوضع لا يشكل فقط خطرا بيئيا، بل أيضا تهديدا أمنيا قد يؤدي إلى حوادث خطيرة.

في تصريح خاص لهسبريس قال عبد الرحمان السعيدي، فاعل جمعوي بمدينة تنغير: “ما يحدث للمركب الاجتماعي هو إهمال غير مقبول، هذا المكان كان يوما ما فخرا لمدينة تنغير، وكان يستقبل الأطفال والشباب لتطوير مهاراتهم، واليوم أصبح مرتعا للمتسكعين والمخربين”، مضيفا: “السلطات المحلية يجب أن تتدخل بشكل عاجل لإعادة تأهيله أو إيجاد حلول لوقف هذا النزيف”.

من جهتها تقول صباح حميش، فاعلة جمعوية ومؤطرة تربوية سابقة، إن المركب الاجتماعي والتربوي سالف الذكر ليس فقط مهددا للسلامة العامة، بل يشكل أيضا كارثة بيئية حقيقية، مضيفة: “الروائح الكريهة الناتجة عن الحطام والفضلات البشرية تؤثر على جودة الهواء في المنطقة المحيطة بهذا الفضاء العمومي”.

وبالإضافة إلى ذلك تؤكد حميش، في تصريح لهسبريس، أن الزجاج المكسور والنفايات المنتشرة يمكن أن تكون مصدرا للأمراض والأوبئة، ما يضع سكان المدينة أمام خطر صحي مستمر، مشيرة إلى أن “البناية شديت من طرف مؤسسة محمد الخامس، لكن الأيادي المحلية أهملتها وجعلت منها أطلال منسية”، بتعبيرها.

مصدر مسؤول بالمدينة قال إن المشكل في علم جميع الإدارات العمومية، بما فيها السلطة الإقليمية، حتى لا يتم تحميل المسؤولية لجهة واحدة، مضيفا أن فيدرالية جمعيات تنغير التنموية كانت تستغل الفضاء لسنوات، إلا أن الشقوق التي تعرض لها جعلتها تغادره خوفا على سلامة وصحة المستخدمين والمرتفقين.

وزاد المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الفيدرالية أو الجماعة الترابية لا يمكنهما تحمل مصاريف الصيانة وإعادة التأهيل، بل على جميع الإدارات المعنية التدخل في هذا الإطار، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب تدخل السلطات المحلية والإقليمية، وتابع: “نحن ندرك حجم المشكلة، وهناك اتصالات جارية مع الجهات المعنية لإيجاد حلول دائمة، لكننا نحتاج إلى دعم أكبر لتحقيق ذلك”.

سكان الحي المجاور للمركب المعروف بـ”50 دار” عبروا عن استيائهم الشديد من الوضع، مطالبين بتدخل عاجل لإنقاذ هذا الفضاء؛ ومنهم الأم فاطمة الزهراء، التي قالت: “هذا المركب كان مكانا تعليميا وتربويا لأبنائنا، واليوم أصبح مصدر قلق دائم لنا، خاصة أنه قريب من المنازل، ونحن نخشى أن يصبح مصدرا للمشاكل الأمنية أو حتى حوادث خطيرة”.

الإهمال الذي طال المركب الاجتماعي يعكس تحديات كبيرة تواجه التنمية المستدامة في مدينة تنغير، إذ إن غياب الصيانة الدورية وعدم تخصيص ميزانيات كافية لتأهيل الفضاءات العمومية يجعل هذه المناطق عرضة للتهميش، وهذا الوضع يعيق جهود التنمية ويحرم السكان من فرص التعليم والترفيه والتنمية الشخصية، حسب تصريحات متطابقة لعدد من الشباب.

واعتبر هؤلاء الشباب أن المركب الاجتماعي – التربوي بتنغير ليس مجرد فضاء عمومي، بل هو رمز لمستقبل الأجيال القادمة، وتحويله إلى أطلال وإهماله بهذه الطريقة يعد خسارة كبيرة للمجتمع، مؤكدين أن السلطات المحلية، بالتعاون مع الجمعيات المدنية، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى باتخاذ خطوات جادة لإعادة الحياة لهذا الفضاء، وتحويله إلى مركز حيوي يساهم في تنمية المدينة ورفاهية سكانها.

وفي المقابل أكدت سعيدة برغوسي، من ساكنة المدينة، أن تحويل المركب الاجتماعي التربوي سالف الذكر إلى مرحاض عمومي ومأوى للمتسكعين ليس سوى انعكاس لواقع مرير تعيشه العديد من المناطق بالمغرب، خاصة مدينة تنغير، مضيفة: “إن لم يتم التحرك الآن فإن المستقبل سيحمل المزيد من الخيبات والمخاطر”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل| أول صورة للجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر بعد الإفراج عنه
التالى طقس أول مايو 2025.. أجواء دافئة نهارًا وبرودة ليلًا وأمطار محتملة على السواحل