أصدر الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم أحدث مؤلفاته بعنوان “تجارب نسائية جديدة”، حيث يغوص في عوالم السينما النسائية المغربية، ويكرس دراسة وتحليل تجارب المخرجات المغربيات، مع التركيز على حضورهن البارز في المشهد السينمائي الوطني والدولي.
وفي تصريح لهسبريس قال واكريم إن كتابه الجديد يأتي امتدادا لمؤلفاته السابقة التي كانت تركز على قراءات سينمائية بحسب توجه الكتاب، سواء كانت عن السينما المغربية أو العربية أو العالمية، مضيفا أن فكرة تأليف كتاب عن التجارب السينمائية النسائية بالمغرب كانت تراوده منذ فترة طويلة، فوجد أن الوقت حان لتجسيدها على أرض الواقع.
وأوضح الناقد ذاته أن الدافع وراء ذلك هو التميز الواضح لمخرجات مغربيات ومغاربيات على الصعيد العالمي، وإنجازاتهن التي حظيت بتقدير في مهرجانات سينمائية كبرى، مثل “كان” و“البندقية” و“برلين” و“ساندانس”، إضافة إلى حصول بعض أفلامهن على جوائز مهمة.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الكتاب مقسم إلى فصلين، يضم الأول قراءات في أفلام لمخرجات شابات، من بينها فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير، الذي حاز جائزة لجنة التحكيم في فقرة “نظرة ما”، وجائزة “العين الذهبية” في مهرجان “كان”.
كما أبرز واكريم أن كتابه يتضمن قراءة في فيلم “أزرق القفطان” لمريم التوزاني، الذي نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش الدولي، ومثل المغرب في اللائحة القصيرة الأولى لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وتابع بأن الكتاب يتضمن أيضا تحليلات لأفلام “ملكات” لياسمين بنكيران، و“ماشية لجهنم” لأسمهان لحمر، و“مجنون فرح” لليلى بوزيد، إلى جانب أفلام أخرى.
وأفاد الناقد المغربي، في تصريحه لهسبريس، بأن الفصل الثاني خصصه للحوارات التي أجراها مع مخرجات مغربيات، وتناول فيها تجاربهن السينمائية ومساراتهن الفنية، مؤكدا أن السينما النسائية في المغرب وتونس شهدت قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة.
وشدد المتحدث على أن المخرجات الشابات حصلن على اعتراف واسع ليس فقط في العالم العربي وإفريقيا، بل على الصعيد العالمي أيضا، مردفا بأن أفلامهن التي تميزت بجودتها الفنية ورؤيتها المبدعة تم اختيارها للمشاركة في أبرز المهرجانات السينمائية الدولية.
جدير بالذكر أن هذا الإصدار الجديد يُضاف إلى سلسلة إسهامات عبد الكريم واكريم في النقد السينمائي، التي تسعى إلى توثيق مسارات وتحولات السينما المغربية والمغاربية، ومن المنتظر أن يفتح نقاشاً واسعاً حول موقع الإبداع النسائي في المشهد الفني العربي والدولي ويعكس تحولاته المهمة.