تمثل أبرز 5 مناجم في ليبيا فرصة اقتصادية واعدة لدولة عربية تمتلك ثروات معدنية متنوّعة تمتد من الجنوب الصحراوي إلى السواحل الشمالية.
ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تكشف البيانات الجيولوجية عن احتياطيات كبيرة من الحديد والذهب والمنغنيز والكروم والحجر الجيري، في مواقع غنية بالتنوع الطبيعي، لكنها تعاني في الوقت ذاته تحديات تنظيمية وتقنية تعرقل الاستغلال الأمثل لها.
ويُعد التوسع في مشروعات التعدين من أبرز الحلول الاقتصادية المطروحة أمام ليبيا خلال مرحلة ما بعد الصراع؛ إذ إن التركيز على أبرز 5 مناجم في ليبيا يمكن أن يعزز من قدرة البلاد على تنويع مصادر الدخل، بعيدًا عن الاعتماد شبه الكامل على صادرات النفط.
ورغم العقبات المرتبطة بالبُعد الجغرافي، والبنى التحتية المحدودة، والأنشطة غير القانونية، تبقى المناجم بمثابة كنز إستراتيجي ينتظر تفعيل أدوات الاستثمار المحلي والدولي، وشراكات تسهم في نقل التكنولوجيا الحديثة إلى قلب الصحراء الليبية.
يستعرض هذا التقرير أبرز 5 مناجم في ليبيا، بناءً على بيانات رسمية ودراسات حديثة، لتقديم صورة واضحة عن الثروات المعدنية الكامنة، وما تحتاج إليه الدولة الليبية لتحويل هذه الثروات إلى روافد رئيسة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
منجم وادي الشاطئ
يقع منجم وادي الشاطئ في منطقة براك الشاطئ جنوب غرب البلاد، ويُعد من أبرز 5 مناجم في ليبيا، ومن أكبر مناجم الحديد بشمال أفريقيا؛ إذ يحتوي على احتياطي يُقدَّر بنحو 1.6 مليار طن من خام الحديد.
وتختلف نسب تركيز الحديد في الخامات بين 35% و55%، وتتنوع أنواع الخام بين المؤكسد (100 مليون طن بنسبة أكسيد حديد 51%)، والمُختزل (375 مليون طن بنسبة 52%)، والمغناطيسي (425 مليون طن بنسبة 54%).
وتواجه عمليات استغلال هذا المنجم تحديات متعددة؛ منها البُعد الجغرافي وارتفاع تكلفة النقل، ووجود نسب مرتفعة من الشوائب مثل الفوسفور، فضلًا عن الاعتماد على تقنيات تعتمد على فحم الكوك المستورد.
ورغم ذلك؛ فإن إمكانات الاستثمار في وادي الشاطئ تبقى قائمة بقوة، ولا سيما مع الاستقرار السياسي وتوافر التقنيات المناسبة.
منطقة العوينات
تُصنّف منطقة العوينات، الواقعة جنوب شرق ليبيا قرب الحدود مع السودان ومصر، ضمن أبرز 5 مناجم في ليبيا، لتوافر معادن الذهب والحديد والمنغنيز فيها.
وتمثل المنطقة أحد أهم المؤشرات على وجود الذهب في ليبيا بكميات تجارية، كما أنها غنية برواسب الحديد من النوع المغناطيسي، والمنغنيز المستعمل في الصناعات المعدنية.
ورغم وجود بعض أنشطة التنقيب التقليدية؛ فإنه لم تُقَم مناجم صناعية، غير أن الدولة بدأت مؤخرًا في منح تراخيص استكشاف؛ وهو ما يعزز الآمال في تطوير هذا المورد الحيوي مستقبلًا.
جبل أركنو
في عمق صحراء الكفرة جنوب شرق ليبيا، يرتفع جبل أركنو لمسافة 1435 مترًا فوق سطح البحر، على مساحة تُقدَّر بـ25 ألف كيلومتر مربع.
وتكشف التحاليل الجيولوجية عن وجود شواهد قوية لخام الذهب، ولا سيما في الصخور الغرانيتية والبركانية المتصدعة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الغرانيت المستعمل في البناء والصناعات المختلفة.
ويُواجه هذا الموقع تحديات لوجستية وأمنية؛ أبرزها صعوبة الوصول وانتشار التنقيب غير القانوني؛ إذ يُعد ضبط الأمن وتوفير البنية التحتية من أبرز شروط تحويل جبل أركنو إلى منجم صناعي فعّال ضمن أبرز 5 مناجم في ليبيا.

الحجر الجيري والجبس
يُعد الحجر الجيري من الموارد الاقتصادية الأساسية في ليبيا، وتنتشر رواسبه بمناطق الجبل الغربي، وسرت في وسط البلاد، وبنغازي في الشرق، وواحات الجنوب، كما يُستخرج الجبس بكميات ملحوظة في مناطق الخمس، وسبها في الجنوب الليبي، وبنغازي.
ويُستعمل الحجر الجيري في صناعة الأسمنت والبناء وبعض الصناعات الكيميائية.
تشير الدراسات إلى أن ليبيا تمتلك احتياطيات ضخمة من هذه المواد، لكن التحديات البيئية والأنشطة غير القانونية والبُعد الجغرافي تقف عائقًا أمام الاستغلال المنظم والفعال.
معادن إستراتيجية
في الجنوب الليبي، ولا سيما في المناطق الجبلية، تُظهر الدراسات الجيولوجية وجود خامات من المنغنيز والكروم واليورانيوم.
ويُستعمل المنغنيز في صناعة الفولاذ والبطاريات، في حين يدخل الكروم بتصنيع الصلب المقاوم للصدأ، كما يمثل اليورانيوم عنصرًا أساسيًا في الطاقة النووية.

حتى الآن، لم تُستغل هذه الموارد اقتصاديًا، رغم أهميتها الإستراتيجية، ويُعزى ذلك إلى غياب الاستثمار في تقنيات الاستكشاف، وضعف البنى التحتية، واستمرار الأنشطة غير القانونية.
مستقبل التعدين في ليبيا
رغم التحديات المتعددة؛ فإن أبرز 5 مناجم في ليبيا تُشكل حجر أساس لصناعة تعدين وطنية قادرة على خلق فرص عمل وتنشيط الاقتصاد المحلي.
كما أن الدخول في شراكات دولية واستقدام التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يغير المعادلة لصالح الدولة، ويحوّل هذه الثروات من مجرد مؤشرات جيولوجية إلى مشروعات إنتاجية قائمة.
ويمثل تنويع الاقتصاد عبر قطاع التعدين أحد أكثر الملفات إلحاحًا في ليبيا، خلال المرحلة المقبلة، ولا سيما مع التقلبات العالمية في أسواق النفط والحاجة إلى تنمية مستدامة تقوم على استغلال متوازن للموارد الطبيعية.
موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
المصدر: