أسماء إسماعيل
الثلاثاء، 27 مايو 2025 08:10 م 5/27/2025 8:10:58 PMواصلت محكمة جنايات الإسكندرية نظر قضية نصر الدين. أ، المتهم المعروف إعلاميًا بـ"سفاح الإسكندرية"، حيث شهدت الجلسة الثانية تطورات مثيرة وتضاربًا حادًا في الأقوال بين الشهود والمتهم، الذي بدا عليه الانهيار النفسي والاضطراب.
نجل مالكة الشقة يكشف مكان الجريمة والمتهم يرد باتهامات
أدلى تامر السيد، نجل مالكة شقة شارع 7 بمنطقة 45، التي تم العثور فيها على جثة محمد إبراهيم عدس، بشهادته أمام المحكمة، مؤكدًا أنه اكتشف وجود غطاء إسمنتي غريب داخل الشقة التي كانت مؤجرة للمتهم، ولما سمع عن الجرائم المرتبطة به، دخل الشقة وحفر ليعثر على جثمان مدفون تحت الأرض، فأبلغ النيابة العامة على الفور.
لكن نصر الدين سارع إلى تكذيب الشاهد، مدعيًا أن تامر اتصل به عدة مرات لتحصيل الإيجار، وأن والدته منعته من دفعه بسبب تعاطي ابنها للمواد المخدرة. وأضاف المتهم: "الشباك الخاص بالمخزن كان منزوعًا، ووضعت عليه أبلكاش في 2021، ووالدته أخبرتني أن ابنها وأصدقاءه هم من نزعوه لتعاطيهم داخل الشقة".
تناقض بين أقوال الشهود وتحريات المباحث
أصر المتهم على وجود تناقض بين أقوال الشاهد وتحريات الشرطة، موضحًا أن رئيس المباحث صرح بأن التحريات هي التي قادت لاكتشاف الجثة، بينما قال الشاهد إن والدته هي من أبلغت.
استجواب رئيس المباحث يكشف التفاصيل الدقيقة
أمام المحكمة، استجوب المستشار محمود عيسى سراج الدين رئيس مباحث قسم أول المنتزه، والذي أوضح أن البلاغ جاء من شاهد يُدعى إسلام صبحي، أفاد بوجود مشاجرات وسيدات محتجزات داخل الشقة في صباح يوم 8 فبراير. وأضاف أن الشرطة اكتشفت حفرة بداخل الشقة تحوي جثتين، وعُثر أيضًا على بطاقة هوية تعود للضحية الثالثة "تركية".
خيوط الجريمة .. قتل وخداع واستغلال
كشفت التحريات أن المتهم كان على خلاف مع زوجته، وضربها بقصد القتل، واستخدم صندوقًا صنعه نجار – بحسن نية – لدفنها. أما الضحية "تركية"، فكانت تربطها به علاقة عمل، واستدرجها إلى شقته – التي كان يستخدمها كمكتب – ثم خنقها وسرق بطاقتها البنكية، مستعينًا بضحية أخرى لسحب الأموال قبل أن يقتلها أيضًا للتخلص من أثر الجريمة.
شهادة ابنة الضحية الأولى وتعقيب المتهم
سارة محمد عدس، ابنة الضحية الأولى، أكدت أن المتهم استدرج والدها وقتله. إلا أن نصر الدين عاد لينكر كلامها، واتهمها وشقيقها بالكذب، موضحًا أنهم حرروا محضرًا ضده في قسم الرمل، وتم استجوابه ثم أُفرج عنه دون توجيه أي تهمة. كما زعم أنه استُدعي لاحقًا في بلاغ تغيب والدها بقسم المنتزه، وخرج دون اتهام أيضًا.
تداعيات الجلسة
الجلسة الثانية لمحاكمة "سفاح الإسكندرية" حملت الكثير من التناقضات في الروايات، ما يعمق غموض القضية ويضع المحكمة أمام مهمة شاقة في فك طلاسم واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها الإسكندرية.