أخبار عاجلة
ما هي أسباب فقدان التركيز أثناء المذاكرة؟ -
"بنها" تستقبل وفد جامعة بانونيا بدولة المجر - صور -

تصنيف ميليشيات "البوليساريو" جماعة إرهابية .. خطوة أمريكية تلوح في الأفق

تصنيف ميليشيات "البوليساريو" جماعة إرهابية .. خطوة أمريكية تلوح في الأفق
تصنيف ميليشيات "البوليساريو" جماعة إرهابية .. خطوة أمريكية تلوح في الأفق

على ضوء تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية في إفريقيا وتهديدها لأمن واستقرار الدول، تتعالى الأصوات داخل أروقة السياسة الأمريكية، ليس فقط لترجمة دعم واشنطن لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية إلى إجراءات عملية؛ بل أيضا لاتخاذ موقف حاسم تجاه التهديدات الإرهابية في شمال إفريقيا، خاصة إرهاب جبهة “البوليساريو” الانفصالية، وبالتالي وضعها ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية.

ومن شأن تصنيف هذا التنظيم الانفصالي الذي تربطه علاقات مشبوهة بالجماعات التكفيرية والجهادية في الساحل والصحراء، كجماعة إرهابية، أن يُحدث، حسب مهتمين، تحولا نوعيا في مسار النزاع المفتعل حول قضية الصحراء؛ من خلال تعزيز الطرح المغربي، والقطع مع الواقع الأمني الهش في المنطقة، الذي لا يهدد استقرار الدول الإفريقية وحدها، وإنما أيضا مصالح القوى الدولية في هذه القارة، ومنها واشنطن.

في هذا الصدد، عبر السياسي الجمهوري جون ويلسون، عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، على هامش لقاء جمعه بوزير الخارجية المغربي، عن التزام الإدارة الأمريكية بالشراكة الاستراتيجية مع المملكة المغربية، وعن دعم هذه الأخيرة في مواجهة تهديدات إرهابيي جبهة البوليساريو، حيث سبق للرجل أن كشف عن وجود ارتباطات بين هذه الحركة المدعومة جزائريا وبين أجندة إيران التخريبية في المنطقة.

وتكشف هذه التصريحات عن وجود توجه متنامٍ في أوساط العديد من مكونات المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل اتخاذ موقف حازم تجاه هذا الكيان حماية للشراكة مع حليف لواشنطن في إفريقيا بحجم المغرب؛ فقد أقر سفيان شويطر، المحامي والخبير القانوني الجزائري، في تصريحات لقناة “المغاربية”، بأن “هذا السيناريو بات مطروحا بقوة داخل الإدارة الأمريكية، وإن لم تتبناه الجهات الرسمية بصفة نهائية ومعلنة”، معتبرا أن أية خطوة في هذا الاتجاه ستخدم موقف الرباط في قضية الصحراء على حساب الجزائر.

قناعات أمريكية وأجندات إيرانية

في هذا الصدد، قال البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع، إن “مكافحة الإرهاب والجهات الفاعلة العنيفة غير الحكومية تُعد أحد ثوابت السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية”.

وأضاف شادي عبد السلام، ضمن تصريح لهسبريس، أن “ميليشيا البوليساريو الإرهابية، من خلال أنشطتها غير المشروعة وشبكة علاقاتها وامتداداتها المشبوهة في الساحل والصحراء الكبرى والتنسيق العملياتي مع حزب الله وباقي الميليشيات الوظيفية الإيرانية، تتصادم بشكل واضح مع القانون الدولي الإنساني ومع البرامج الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب”.

وتابع الخبير ذاته أن “تورط “البوليساريو” الإرهابية في تهديد الأمن في المنطقة أصبح شبه مؤكد لدى قطاع واسع من الفاعلين السياسيين في العالم أجمع، وبشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية”، مشيرا إلى وجود توجه أطلسي لإدراج هذا التنظيم ضمن قوائم الإرهاب، في ظل العديد من المعطيات التي وفرتها دوائر استخباراتية وتقارير دولية رصدت علاقاتها بالجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء الكبرى.

وأكد المتحدث عينه أن “ميليشيا “البوليساريو” أصبحت بندقية إقليمية مأجورة تنفذ أجندات إيرانية في شمال إفريقيا، بما يتقاطع مع الأهداف الجزائرية في غرب المتوسط ومنطقة الساحل؛ من خلال محاولة إشعال حرب إقليمية كبرى تهدد ميكانيزمات السلام والأمن في جنوب أوروبا والواجهة الأطلسية لإفريقيا”.

وأبرز الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع أن “شروط تصنيف ميليشيا “البوليساريو” إرهابية تتوفر في هذا التنظيم منذ لحظة ولادته في بداية السبعينيات، حيث نفذت عناصره بالعديد من جرائم الحرب في حق المدنيين في الصحراء المغربية”.

وتوقع شادي عبد السلام أن “يكون لتصنيف ميليشيا “البوليساريو” كمنظمة إرهابية تداعيات كبيرة على الاستقرار الإقليمي، حيث سيسهم في عزلها دوليا وتقليص دعم الحلفاء التقليديين كالجزائر وجنوب إفريقيا، التي ستتحول إلى دولة حاضنة لجماعة إرهابية؛ مما يعزز موقف المغرب إقليميا وقاريا ودوليا”.

واعتبر المصرح سالف الذكر أن “هذا القرار سيشجع المزيد من الدول على الاعتراف بسيادته على الأقاليم الجنوبية وفتح قنصليات في مدنها؛ مما يعزز المقاربة المغربية الشاملة للاستقرار في الساحل والصحراء الكبرى، من خلال تحويل الأقاليم الجنوبية إلى منتدى اقتصادي عملاق يخدم شعوب المنطقة”.

تحول استراتيجي وتحالفات إقليمية

تفاعلا مع الموضوع ذاته، أوضح هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، أن “تأكيد الولايات المتحدة مجددا دعمها لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ليس مجرد موقف دبلوماسي ظرفي؛ بل يعكس تحولا استراتيجيا في عقيدة واشنطن تجاه شمال إفريقيا”.

وشدد معتضد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “الإدارة الأمريكية باتت تنظر إلى المغرب باعتباره شريكا محوريا في استقرار المنطقة؛ وهو ما يُفسر ليس فقط بالاعتراف المتجدد بمغربية الصحراء، بل أيضا بالتحول النوعي في الخطاب الأمريكي تجاه البوليساريو، خاصة بعد تزايد التقارير التي تربط عناصرها بتحركات مشبوهة في الساحل”.

وأشار الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية إلى تصريحات عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون، المعروف بقربه من دوائر التأثير العسكري والأمني داخل الكونغرس، معتبرا أن “هذه التصريحات لا يمكن فصلها عن مساعٍ أعمق لدفع الإدارة الأمريكية نحو إعادة تصنيف التهديدات الإقليمية، حيث إن ويلسون لا يتحدث من موقع فردي فقط، بل يعبر عن تيار داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية يرى في “البوليساريو” تهديدا مباشرا لحلفاء واشنطن في إفريقيا، وعلى رأسهم المغرب”.

وأكد المصرح ذاته أن “إدراج “البوليساريو” في لائحة المنظمات الإرهابية الأمريكية بات احتمالا واردا في الأمد المتوسط إذا استمر التصعيد في المنطقة وتكاثرت الأدلة الاستخباراتية حول انخراط بعض عناصرها في أنشطة تهدد الأمن الإقليمي”، لافتا في الوقت ذاته إلى أن “هذا القرار لا يصدر فقط بناء على ضغط سياسي، بل يحتاج إلى أرضية قانونية واستخباراتية قوية؛ غير أن تراكم المعطيات، إلى جانب ضغط النخب السياسية والإعلامية داخل أمريكا، قد يُسرع الخطوة ويمنحها غطاء شرعيا واضحا”.

وأبرز معتضد أن “الضغط السياسي الذي يمكن أن يمارسه أعضاء الكونغرس مثل ويلسون، إذا تواصل بطريقة منهجية ومبنية على تقارير موثقة، فهو قادر على تغيير مسار النقاش داخل المؤسسات الأمريكية، بما فيها وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي”، معتبرا أن “أية خطوة أمريكية في هذا الصدد لن تكون فقط ورقة في يد المغرب؛ بل قد تعيد رسم خريطة التحالفات الإقليمية في منطقة الساحل والصحراء”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق القاهرة الإخبارية: الاحتلال الإسرائيلي يقصف خان يونس ورفح الفلسطينية
التالى ضبط صاحب شركة غسل 120 مليون جنيه حصيلة تجارة العملة بالإسكندرية