
لم يكد احمد الدجوي حفيد نوال الدجوي يعود من رحلة علاج في الخارج، حتى وجد نفسه في حصر أشد من مرضه بسبب الخلافات العائلية بين الجدة وأحفادها حول الميراث.
أحمد الدجوي ضحية المرض والخلافات العائلية
ففي يوم 24 مايو استقبلت العائلة أحمد شريف الدجوي، حفيد سيدة المجتمع ورائدة التعليم الخاص، ورئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، نوال الدجوي، في فيلا فاخرة بأحد أشهر الكمبوندات في مدينة السادس من أكتوبر، والذي ما إن استقر حتى زاد ألمه النفسي الذي كان أفتك من السرطان وهو يرى الخلافات العائلية، فانزوى في ركن، وظل صامتًا بلا حراك، ولم يخطر ببال أحمد ما كان يفكر فيه.
كان عقل أحمد الدجوي في سكونه يفكر فيما يدور حوله من ردود فعل الأحفاد على بلاغ جدتهم بسرقة ملايين الجنيهات وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية من الـ 3 خزائن التي في فيلا بأكتوبر، خاصة أنه كان أحمد الدجوي كان من ضمن من اتهمتهم الجدة.
كان قلب حفيد نوال الدجوي يعتصر كمدًا، وعقله يطيح به في كل مكان رغم سكونه وصمته؛ ما أدى لمضاعفات لم يعد يتحملها، وقضى يومه في جحيم داخلي لا يشعر به أحد ممن حوله.
في اليوم التالي انهالت الأفكار العداونية على عقل أحد، وتوالت السينارويهات؛ ليختار أسوأها، وينهي آلامه النفسية والبدنية التي سوَّدت الدنيا في عينيه.
بلاغ بانتحار أحمد الدجوي
طلقة حسمت الأمور دوَّت في المنطقة؛ لتنشر الفزع بين عائلة الدجوي والجيران، تبعتها جثة هامدة لحفيد نوال الدجوي، على أثرها أبلغ أفراد الأمن الإداري العميد محمد أمين رئيس مباحث قطاع أكتوبر. بسمع طلق ناري من فيلا أحمد شريف الدجوي، كما أبلغت عائلة الدجوي غرفة عمليات النجدة.
انتقل على الفور الرائد محمد راغب رئيس مباحث قسم أول أكتوبر مع المباحث الجنائية، بقيادة اللواء هاني شعراوي، إلى محل البلاغ؛ لكشف ملابساته.
وعثرت الأجهزة الأمنية على جثة أحمد حفيد نوال الدجوي وهو في كامل ملابسه وبجواره طبنجة مرخصة، وتبين وجود آثار طلق ناري في الوجه، وقالت أسرته لرجال المباحث إنه أطلق النار على نفسه؛ لمروره بأزمة نفسية، ونفت الشبهة الجنائية.
أودعت الشرطة الجثمان في مشرحة زينهم، ووضعتها تحت تصرف جهات التحقيق؛ تمهيدًا لتشريحها عن طريق الطب الشرعي.

بيان وزارة الداخلية
أصدرت وزارة الداخلية بيانا عن تفاصيل الحادث، وقالت إنه بتاريخ اليوم 25 مايو ورد بلاغ إلى قسم شرطة أول أكتوبر من أسرة المتوفى، يفيد بقيامه بإطلاق عيار ناري على نفسه باستخدام طبنجة مرخصة بحوزته، داخل محل إقامته بأحد المنتجعات السكنية بدائرة القسم، مما أسفر عن وفاته في الحال.
وأضاف أن التحريات الأولية أشارت إلى أن المتوفى كان يعاني في الفترة الأخيرة من أمراض نفسية، وسافر في رحلة علاجية خارج البلاد لهذا السبب.
وتابع بيان الدخلية أن فريقا من النيابة العامة وخبراء الأدلة الجنائية انتقل إلى محل الواقعة، وتم رفع البصمات وفحص السلاح المستخدم وتحريز الآثار البيولوجية، وأنه يجري استجواب عدد من الشهود والمقربين؛ من أجل الوقوف على ملابسات الحادث.
محامي أحمد الدجوي ينفي
رغم بيان وزارة الداخلية نفى الدكتور محمد حمودة، محامي أسرة شريف الدجوي، أن حفيد نوال الدجوي مريض نفسيًا، وأكد أن سافر للخارج من أجل العمل لا للعلاج، وعقَّب بأنه سينتظر ما تكشفه التحقيقات.
تحقيقات النيابة
وتجري النيابة العامة بالجيزة تحقيقاتها في الواقعة، وطلبت تحريات رجال المباحث حول الحادث؛ لكشف ملابساتها والوصول لتفاصيله، من خلال سماع أقوال شهود العيان، وتفريغ كاميرات المراقبة في محيط الحادث؛ من أجل الوصول إلى كافة التفاصيل.
وتوصلت التحريات الأولية إلى أن المتوفى سافر إلى الخارج للعلاج من اضطرابات نفسية عانى منها في الفترة الأخيرة، وعاد إلى مصر مساء أول أمس الجمعة 24 مايو.
تابع أحدث الأخبار عبر