
يواجه مئات المزارعين في منطقتي بني عبيد وبني موسى بمحافظة المنيا كارثة حقيقية تهدد محصول البنجر لهذا العام، وذلك بسبب تداعيات مشروع الصرف المغطى الذي تنفذه وزارة الري. وقد أطلق المزارعون نداء استغاثة عاجلاً إلى مسؤولي وزارة الزراعة بالقاهرة ورئيس مجلس إدارة مصانع السكر، مطالبين بالتدخل الفوري لرفع المعاناة وإنقاذ موسمهم الزراعي.
وفي هذا السياق أكد الحاج طارق نجيب بهنساوي ، أحد المعنيين بقضايا المزارعين بمركز أبوقرقاص ، أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير بعد تقليل الأبواب المخصصة لدخول الجرارات المحملة بالبنجر، مما أحدث شللاً في عمليات نقل المحصول وتسبب في خسائر فادحة للمزارعين. وأوضح بهنساوي أن مشروع الصرف المغطى قد ألحق أضراراً بالغة بمحصول البنجر، مما يهدد بتحقيق "كارثة محققة" للموسم الزراعي الحالي.
وأضاف بهنساوي أن المزارعين لم يجدوا سبيلاً سوى إبلاغ المفتشين المختصين ممثلا في رئيس قطاع الزراعة بشركة سكر ابوقرقاص وكذلك رئيس مصنع السكر بابوقرقاص بالوضع المتدهور، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة دون حلول جذرية.
وفي سياق متصل، أعلن بهنساوي أنه قام بإبلاغ رئيس قطاع الزراعة ببني عبيد بالوضع، مشيراً إلى أن قيمة التعويض المقترحة من قبل الشركة، والتي تبلغ ألفي جنيه للفدان الواحد، تُعد نسبة "قليلة" ولا تتناسب إطلاقاً مع حجم الخسائر التي تكبدها المزارعون.
وأكد بهنساوي أنه تم رفع شكوى رسمية إلى وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، لكنه أعرب عن أسفه لعدم اتخاذ أي إجراءات فعالة حتى الآن لرفع المعاناة عن فلاحي قرية بني عبيد.
وفي ختام تصريحاته، طالب الحاج طارق نجيب بهنساوي بضرورة تدخل الجهات المعنية على أعلى المستويات، خاصة وأن محصول البنجر يُعد من المحاصيل الرئيسية التي تساهم في إنتاج السكر، مما يجعل هذه الأزمة ذات أبعاد اقتصادية واسعة تتجاوز حدود المزارعين المتضررين. ويبقى مصير محصول البنجر ومستقبل مئات الأسر الزراعية معلقاً بانتظار استجابة سريعة وفعالة من المسؤولين.