أخبار عاجلة
سوهاج.. إصابة سائق علي يد آخر بطما -

عمرو عامر يكتب: هشام طلعت وأسرار صفقة رأس الحكمة

عمرو عامر يكتب: هشام طلعت وأسرار صفقة رأس الحكمة
عمرو عامر يكتب: هشام طلعت وأسرار صفقة رأس الحكمة

الجمعة 23 فبراير 2024 تاريخ لا ينسى في مسيرة مصر الاقتصادية وفيه حدث انقلاب شمسي في خريطة الاستثمار العربي في مصر.. هو التاريخ الذي عادت فيه الروح واشتعل الأمل في شرايين الاقتصاد الوطني بعد عثرات صعبة ومطبات هواء خطرة كادت تعصف بكل ما تحقق.

في صبيحة هذا اليوم نصبت خيمة كبيرة حضرها عشرات الشخصيات الاقتصادية من مصر والإمارات وبحضور رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي لتوقيع اتفاقية مشروع رأس الحكمة بالساحل الشمالي باستثمارات أولية 35 مليار دولار وهو درة المشروعات الاستثمارية في مصر والصفقة الأكبر على مدار تاريخها الممتد لآلاف السنين.

ووقع عن مصر عاصم الجزار وزير الإسكان وقتها ومحمد السويدي وزير الاستثمار الإماراتي ووسط أجواء الاحتفال والفرحة الكبيرة في الأوساط الاقتصادية ورقصة مؤشرات أسواق المال وطوفان التحليلات التي تبعت التوقيع ومئات التصريحات الصحفية والتوقعات المالية للصفقة كانت هناك شخصية خاصة وفريدة انزوت في ركن بخيمة التوقيع.. رجل يعلوه الوقار وتفضحه الهيبة ظل صامتا طيلة الاحتفال لكن وجهه لم يخلو من رضا نفسي عميق وكادت الدموع تفضح عينيه.

كان الوحيد من مجتمع رجال الأعمال الكبار في مصر الذي حضر التوقيع وكان وجوده لغزا سرعان مابددته التفاصيل.. لله درك يا هشام طلعت مصطفى.. هكذا تقول المعلومات التي كشفت عن دوره في إتمام الصفقة الأعظم في تاريخ مصر ورغم ذلك التزم الصمت ولم يتخايل ولم يفخر ولم يزهو بنفسه كعادة البعض لكن كتم فرحته في قلبه وأسرها في نفسه.

قليلون هم من يعرفون التفاصيل الدقيقة لصفقة رأس الحكمة وأشخاص يعدون على أطراف الأصابع يعرفون أن هشام طلعت هو الأب الروحي للصفقة ومهندس المفاوضات بل أكثر من ذلك فهو صاحب فكرة المشروع الذي انتشل مصر من أزمتها الطاحنة.

تفضح المعلومات أن هشام طلعت - وهو غني عن التعريف - بادر بالخطوة وبدأ في الترويج لها بحكم علاقاته المتشعبة والعميقة بمجتمع المال والأعمال والبيزنس في الخليج العربي من المحيط للخليج وهو عندهم مصدق ويحظي في مراكز صنع القرار هناك بالثقة والمصداقية والتقدير.

ذكاء هشام طلعت جعله يسوق لبلده غيرة عليها ويقدم المشروعات مصحوبة بتفاصيل تشكل ميزة الاستثمار في مصر .. قال لهم تعالوا وانظروا ماذا تملك مصر من إمكانيات اقتصادية مهولة تجعلها في صدارة الأسواق رغم الأزمات المؤقتة التي تمر بها من شح الدولار وتعدد سعر صرف الدولار واضطراب الأسواق وإخبرهم أنها عوامل طارىة سرعان ما ستتغير.

ساق هشام لأصدقائه في الخليج مميزات الاستثمار في بلده وعدد مزاياه من بنية أساسية متطورة وخطوط تجارة عالمية وقناة السويس والمواني والأمان والاستقرار وصب تركيزه على الترويج للاستثمار في الساحل الشمالي قائلا إنها فرصة ستندمون عليها لو مرت وإن الساحل الشمالي الغربي لمصر هو مستقبل السياحة في حوض المتوسط وفي العالم وسيكون قبلة الملايين من الزوار سنوياً بالتكامل مع مشروعات ضخمة ظهرت بالفعل من العدم مثل مدينة العلمين الجديدة.

ألقى هشام طلعت بكل ثقته ومصداقيته لينهي مشروع رأس الحكمة مع الاماراتيين وخاض مناقشات عدة أغلبها كانت في الغرف المغلقة لإقناعهم بالفكرة ويذلل العقبات ويعدد محاسن المشروع ويضرب الأرقام ويحصي لهم الأرباح وكأنه في مهمة خاصة لوطنه لم يطلبها أحد منه.

تطوع هشام طلعت وتحرك من تلقاء نفسه وبادر وفاوض وسافر وراح وعاد لينتهي بالمشهد في خيمة التوقيع وكله رضا بعد أن أتم مهمته.

هشام لم يقدم للإماراتيين أوراقا ودراسات جدوى وآراء خبراء اقتصاد فقط لكن قدم لهم مشروعات عالمية نفذتها شركاته في المنطقة وحققت نجاحات باهرة حتي بعد توقيع الصفقة بعام قدمت مجموعة طلعت مصطفى مشروع ساوث ميد كمشروع نموذجي في الساحل الشمالي نفدت فيه الحجوزات بعد ساعات من الإعلان عليه وهي خطوة ذكية دفعت بالشركة الإماراتية لتسريع وتيرة العمل في مشروع رأس الحكمة ودفعت الحكومة المصرية لإعلان تسليم الأراضي للجانب الإماراتي.

هناك وجها آخر في إنكار الذات جسده موقف هشام طلعت مصطفى في صفقة رأس الحكمة ويدلل على مدى ما يتمتع به من شخصية خاصة ومختلفة ونادرة فعلي الرغم من دوره المحوري في إنفاذ صفقة رأس الحكمة إلا أنه لم تحتكر شركاته المشروع في أي من مراحله المعلنة ولم يطلب أن يقتسم الأعمال باعتباره مهندس الصفقة لكن إعلان تحالف الشركات المصرية المنفذة للمشروع خلت من أسماء شركات مجموعة طلعت مصطفى ما ينفي عنه السعي لمصلحة خاصةً أو طلب مكاسب سياسية أو التماس منصب أو احتكار منفعة.. هذا هو سر هشام طلعت الذي لايعرف الكثيرون مفاتيح شخصيته المثيرة للتعجب والإعجاب في نفس الوقت فالرجل لم يخرج إلى الآن ويقول ما حدث بعد أن صار المشروع قائما للعيان وليس مجرد فكرة تتقلب في غرف مسؤولي الاستثمار في دولة الإمارات.

لا بخفي على أحد ممن اطلع على التفاصيل أن مفردات شخصية مؤسس العقار الفاخر في مصر كانت أهم أسباب اقتناع الجانب الإماراتي بالصفقة والتأكد أنها صفقة رابحة بكل المقاييس فمشروعات الرجل الضخمة وعقليته الاقتصادية النادرة وخبرته العريضة حسمت الصفقة التاريخية والمشروع الذي سيمتد على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع ويستوعب ملايين المصريين ضمن خطة توطين الساحل الشمالي الغربي كله وما حوله بجانب توفير ملايين من فرص العمل وتحويل المنطقة لمحور اقتصادية وتجاري وسياحي فريد من نوعه وتوفير مليارات الدولارات كل عام ستغني مصر عن العوز وتغنيها من بعد قحط مالي مؤقت وتفتح شهية الكيانات العالمية الأخرى للاستثمار في المنطقة وهو قد كان بالفعل وأعلنت الحكومة المصرية عن صفقات أخرى ضخمة بالمنطقة وعلي طول ساحل البحر الأحمر لتخلق مجتمعات عمرانية وسكنية وتجارية وترفيهية على طول سواحل مصر الممتدة وتستكشف الفرص اللانهائية للدولة المصرية وتشعل الأمل وتقود الواقع لمستقبل كل المؤشرات تقول إنه سيكون عالميا من الترتيب السابع.. شكرا للجندي المعلوم هشام طلعت.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شرطة بني ملال تستعرض إنجازات
التالى فتح باب التقدم لمسابقة "إبداع مستدام".. التفاصيل الكاملة