ترامب يطلق خطة عاجلة لتسريع تراخيص الطاقة النووية وإصلاح الهيئة التنظيمية

لتعزيز الأمن الطاقي الأمريكي

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توجيهات جديدة تستهدف تسريع عملية إصدار التراخيص للمفاعلات ومحطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة، مع العمل على إصلاح شامل للجنة التنظيم النووي المستقلة.

وجاءت هذه الخطوة في إطار جهود إدارة ترامب لتعزيز قطاع الطاقة النووية، وتخفيف القيود التنظيمية التي عادةً ما تطيل فترة الموافقة على المشاريع الجديدة، والتي قد تمتد لأكثر من عقد من الزمن في بعض الحالات.

تراخيص المفاعلات ومحطات الطاقة النووية الأمريكية

أوضحت الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب يوم الجمعة أن الهدف هو تقليص فترة إصدار التراخيص إلى نحو 18 شهراً فقط، مقارنة بالمدة الطويلة التي استغرقها الترخيص في السابق، مع الحفاظ على الأولويات المتعلقة بالسلامة النووية، وفقًا لرويترز.

وصرح مايكل كراتسيوس، مدير مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا، بأن هذه الإجراءات تعكس رؤية الإدارة الأمريكية لإطلاق نهضة نووية جديدة تعيد للولايات المتحدة مكانتها كقوة رائدة في هذا المجال.

كما تشمل الخطة إصلاحات جوهرية في آليات عمل لجنة التنظيم النووي المستقلة، تتضمن مراجعة مستويات التوظيف داخل الهيئة، وتعزيز التعاون بين وزارتي الطاقة والدفاع لبناء محطات نووية على الأراضي الفيدرالية.

ومن المتوقع أن تلعب وزارة الدفاع دورًا محوريًا في طلب وتركيب المفاعلات النووية داخل القواعد العسكرية، مما يعكس توجه الإدارة لتعزيز الأمن الطاقي الوطني من خلال الطاقة النووية، وتهدف الإجراءات إلى تنشيط سلسلة إنتاج اليورانيوم وتخصيبه داخل الولايات المتحدة، لدعم الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على مصادر خارجية.

حالة الطوارئ الوطنية في قطاع الطاقة

يأتي ذلك في سياق إعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية في قطاع الطاقة منذ بداية ولايته، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواجه نقصًا في إمدادات الكهرباء، خاصة مع تزايد الطلب من مراكز البيانات وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

تجدر الإشارة إلى أن سياسة ترامب في مجال الطاقة ركزت بشكل كبير على دعم الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، إلا أن الإدارة أبدت دعماً متزايداً للطاقة النووية، التي تحظى حالياً بتأييد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء.

ويرى بعض الديمقراطيين أن الطاقة النووية تشكل بديلاً منخفض الانبعاثات لغازات الدفيئة، بينما يركز الجمهوريون على دورها في تعزيز أمن الطاقة القومي، رغم وجود مخاوف بيئية متعلقة بالتخلص من النفايات المشعة وسلامة المفاعلات.

وتأتي هذه الخطوات في وقت يشهد العالم تحولات كبيرة في مصادر الطاقة والتقنيات الحديثة، مما يجعل دعم الطاقة النووية عاملًا أساسيًا في استراتيجية الولايات المتحدة لتأمين إمدادات طاقة مستقرة ونظيفة في المستقبل القريب.