"حيحة لمكيمل" تقترب من البيضاء

تستعد الفنانة المغربية مونية لمكيمل لتقديم مسرحيتها الجديدة “حيحة” بالدار البيضاء؛ وهي عمل فني ينبع من عمق التراث الشعبي المغربي، ويرتكز على فنون عبيدات الرمى والموروث الثقافي لمنطقة الشاوية ورديغة.

وتعد مسرحية “حيحة” ثمرة مجهود بحثي وفني امتد لأزيد من سنتين، عملت خلالهما لمكيمل رفقة فرقتها “مسرح البساط” على التنقيب في أعماق التراث الشعبي المغربي واستلهام روح الفرجات الجماعية الأصيلة التي شكلت على مرّ العقود ركنا أساسيا من هوية المغاربة الثقافية.

وتسعى لمكيمل، من خلال هذا العمل المسرحي، إلى إعادة الاعتبار لفن الحلقة ومسرح البساط؛ وهما من أعرق الأشكال التعبيرية الشعبية التي عرفها المغرب. وتجمع هذه المسرحية بين مكونات متعددة، من الغناء والرقص والإيقاعات التراثية، إلى جانب الفرجة الجماعية؛ مما يمنح الجمهور تجربة مسرحية متكاملة تنهل من الذاكرة الجمعية للمغاربة.

ويشارك في أداء مسرحية “حيحة” ثلة من الأسماء المتميزة؛ من بينها عادل نعمان ورشيد عسري ومصطفى السميهري وكوثر شهوان. ويشرف على الجانب الموسيقي الفنان رضى مساعد، وتولى الدكتور طارق الربح تصميم السينوغرافيا.

الممثلة المغربية مونية لمكيمل أكدت أن “حيحة” ليست مجرد عمل مسرحي للعرض؛ بل هو محاولة فنية وجمالية لاستعادة مكانة الفنون الشعبية المغربية في المشهد الثقافي المعاصر.

وأضافت لمكيمل، في تصريح لجريدة هسبريس، أن هذه المسرحية من تأليف وإخراج الفنان عبد الفتاح عاشق، ومن إنتاج المسرح الوطني محمد الخامس.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن هذا المشروع جاء تجاوبا مع حاجة داخلية دفينة إلى الاحتفاء بالهوية الثقافية المغربية، خاصة في ظل التراجع الذي عرفته الفنون الفرجوية بعد جائحة “كوفيد-19”، مشددة على ضرورة الحفاظ على هذا الموروث وتطويره ليواكب تطلعات الجمهور الجديد الذي تغيرت ذائقته مع تطورات العصر.

وتراهن مونية لمكيمل وطاقمها الفني على جولة وطنية بالمسرحية لتقريب الجمهور المغربي من هذا النوع المسرحي الأصيل، وفتح نقاش فني حول أهمية استلهام التراث في العملية الإبداعية، في زمن تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالعولمة الثقافية والانفتاح على أنماط فنية مختلفة.