أكد وزير الخارجية المصري الأسبق، الدكتور نبيل فهمي، أن الأزمة في غزة تجاوزت كونها نزاعًا عسكريا وأصبحت أزمة إنسانية وسياسية تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، مشددًا على أن الحل الجذري يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وقال “فهمي” في مقابلة مع قناة "الجزيرة": "إسرائيل لا تُلقي بالًا للضغوط الدولية، سواء من دول عربية أو غربية، واستمرار غياب المساءلة والمحاسبة، هو ما يشجعها على لتمادي في استخدام العنف ضد المدنيين".
وأضاف: "العمليات الإسرائيلية تستهدف بشكل أساسي المدنيين والبنية التحتية في غزة، ما يعكس رسائل سياسية مفادها أن إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون الدولي".
وأشار إلى أن المنظومة العربية فشلت في تحقيق تأثير حقيقي على إسرائيل نتيجة اعتمادها المفرط على القوى الخارجية، خاصة في قضايا الأمن القومي، مما سمح لقوى إقليمية كإسرائيل وتركيا وإيران بتعزيز نفوذها في المنطقة.
وحث فهمي الدول العربية الكبرى، وعلى رأسها مصر والسعودية، على تبني مواقف سياسية واضحة وتفعيل أدواتها في المحافل الدولية، بما يشمل المحاكم الجنائية والدولية، لفضح الجرائم الإسرائيلية ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأكمل: "يجب أن يكون هناك تحرك عربي لا يعتمد فقط على الشعارات، بل على الفاعلية السياسية والاقتصادية والصمت العربي بمثابة ضوء أخضر لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية".
وواصل: "استمرار القتل دون رادع سيؤدي إلى تفكك أخلاقي وسياسي في المنطقة ويجب أن يكون هناك عربية موحدة للمستقبل تتجاوز الأزمات".
واختتم: "العالم يشهد إعادة تشكيل للنظام الإقليمي، وقد يتم ذلك دون مشاركة عربية فعلية إذا استمر الجمود الحالي وقد نكون أمام سايكس بيكو جديد ولكن بأقلام إسرائيلية وإيرانية وتركية".
