تتواصل المواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في عدد من المناطق، مخلفة عشرات الضحايا من المدنيين والعسكريين، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الغذاء والدواء، وظهور مشاهد مأساوية للمدنيين الذين بدأوا بحفر ملاجئ أرضية بدائية لحماية أنفسهم من القصف العشوائي.
مقتل جنود من "درع السودان" وهجمات بالطائرات المسيّرة
في تطور ميداني لافت، أعلنت قوات "درع السودان" الموالية للجيش عن مقتل عشرة من جنودها إثر هجوم بطائرة مسيّرة استهدف معسكرها في جبل الأبايتور بمنطقة وسط البطانة. ووصفت الهجوم بأنه "جبان"، مؤكدة أنه لن يثنيها عن مواصلة القتال.
في المقابل، نفذ سلاح الجو التابع للجيش غارات جوية على مواقع "الدعم السريع" في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، وفرض حصاراً مشدداً على مجموعات الدعم السريع في منطقة صالحة جنوب أم درمان.
مجزرة جديدة في دارفور
في ولاية شمال دارفور، قُتل ما لا يقل عن 14 مدنيًا وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي استهدف سوق "نيفاشا" داخل مخيم أبو شوك للنازحين، بحسب غرفة طوارئ المخيم، التي أكدت أن الهجوم طال منازل ومساجد، متسببا بسقوط ضحايا بينهم نساء وأطفال.
وأشارت الغرفة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع توقف المركز الصحي الوحيد عن العمل، وتعطل المطابخ الجماعية باستثناء واحدة، في وقت يعاني فيه المخيم من نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية. واضطر السكان إلى حفر ملاجئ بدائية في الأرض تفادياً للقصف المتكرر، لكن هذه الإجراءات لم تمنع استمرار سقوط الضحايا.
أم درمان.. انهيار صحي وانقطاع كهرباء
في أم درمان، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من انهيار شبه كامل في القطاع الصحي، نتيجة استهداف محطات الكهرباء من قبل قوات "الدعم السريع"، ما تسبب في توقف مستشفيي النو والبلك عن تقديم الخدمات بسبب نقص الكهرباء والماء والأكسجين.
وكانت ثلاث محطات كهرباء في أم درمان قد تعرضت لقصف بطائرات مسيرة في 14 مايو، في رابع هجوم من نوعه هذا العام. كما سبق أن استُهدف سد مروي، أكبر مصدر للطاقة في السودان، في هجمات سابقة.
أزمة تتفاقم وصمت دولي
في ظل هذه التطورات الميدانية والإنسانية الخطيرة، يستمر الصمت الدولي حيال الأزمة المتصاعدة، بينما يعيش ملايين السودانيين في ظروف مأساوية لا سيما في إقليم دارفور ومدينتي الخرطوم وأم درمان، وسط غياب حلول سياسية تنهي الحرب وتعيد الاستقرار للبلاد.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك