الاثنين 19 مايو 2025 | 01:49 صباحاً
أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي عن استعادة أرشيف الجاسوس إيلي كوهين من سوريا، بعد مرور ستة عقود على إعدامه في ساحة المرجة بدمشق عام 1965.
العملية التي وصفت بـ"المعقدة والسرية"، أسفرت عن جلب نحو 2500 وثيقة ومقتنيات شخصية تتعلق بكوهين، أبرزها رسالته الأخيرة بخط يده إلى زوجته نادية وأطفاله، والتي كُشفت للمرة الأولى من مصدرها الأصلي.
إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي أُرسل إلى سوريا في أوائل الستينيات تحت اسم مستعار "كامل أمين ثابت"، استطاع أن يخترق أعلى دوائر السلطة في دمشق، حتى أصبح مستشارا لوزير الدفاع السوري.
إيلي كوهين
لكن نشاطه الاستخباراتي كُشف في يناير 1965، وحُكم عليه بالإعدام، ونُفذ الحكم فيه صباح 18 مايو 1965، في مشهد علني لا يزال حاضرًا في ذاكرة السوريين والإسرائيليين على حد سواء.
الرسالة التي دوّنها كوهين بخط يده قبل تنفيذ الحكم، خاطب فيها زوجته نادية، معبرا عن حبه العميق لها ولأبنائه، داعيا إياها إلى الاهتمام بنفسها وتربية الأولاد على القيم والثقافة.
كما أوصى زوجته بالمضي قدمًا في حياتها وعدم التعلق بالماضي، مانحا إياها حرية الزواج مجددا بعد وفاته، وأنهى رسالته بإرسال قبلاته الأخيرة لأسرته الصغيرة والكبيرة، مؤكدًا أهمية التماسك الأسري بعد رحيله.
إيلي كوهين وزوجته
الوثائق التي استعادها الموساد شملت كذلك جوازات سفر مزورة، مفاتيح شقة كوهين في دمشق، صورا نادرة له برفقة مسؤولين سوريين بارزين، وملاحظات كتبها بخط يده عن لقاءاته وتحركاته، مما يعكس مدى تغلغله في المؤسسة السورية آنذاك.
وخلال مراسم خاصة في مقر رئاسة الوزراء بالقدس، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومدير الموساد دافيد برنيع بعضا من مقتنيات كوهين إلى أرملته نادية كوهين، وسط تأثر واضح من الأسرة، التي ما زالت تطالب إسرائيل بإعادة رفاته من سوريا.
وقال نتنياهو في كلمته خلال المراسم: "نحن لا ننسى رجالنا، ولا ننسى من ضحوا من أجل أمننا"، مؤكدًا أن عملية استعادة هذه الوثائق تمثل خطوة على طريق إغلاق ملف كوهين بشكل كامل.
الكشف عن الرسالة والوثائق أثار اهتماما إعلاميا واسعا، وفتح من جديد ملف التجسس في قلب العالم العربي، وخصوصا في سوريا خلال فترة ما قبل نكسة 1967، حين كانت إسرائيل تبني شبكة تجسس قوية داخل العواصم العربية.
إيلي كوهين
ويُعد إيلي كوهين من أبرز الجواسيس في تاريخ إسرائيل، حيث شكّل اختراقه للمؤسسة السورية أحد أبرز النجاحات الاستخباراتية للدولة العبرية، كما ساهمت تقاريره في تمهيد الطريق أمام الجيش الإسرائيلي في احتلال الجولان خلال حرب 1967.
القصة التي عادت إلى الواجهة بعد 60 عاما لا تسلط الضوء على الجوانب الاستخباراتية فقط، بل تفتح أيضًا نافذة على اللحظات الإنسانية في حياة الجواسيس، حين يواجهون المصير وحدهم، بعيدًا عن غرف العمليات وشاشات الرصد.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
