أخبار عاجلة

وزير الأوقاف يدافع عن دور الزوايا

وزير الأوقاف يدافع عن دور الزوايا
وزير الأوقاف يدافع عن دور الزوايا
وزير الأوقاف يدافع عن دور الزوايا
صور: هسبريس
إبراهيم مغراوي من مراكشالأحد 18 ماي 2025 - 10:47

أوضح أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو يتناول قوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) أن المقصود بالنفس عند المفسرين هي ذات الإنسان، وتسوية النفس إعداد الخلقة وإيجاد القوة الجسدية والعقلية، فيحصل الإلهام القليل الورود كاسم في كلام العرب؛ إذ ذكر مرة واحدة في القرآن، ويطلق على حدوث العلم في النفس بدون تعليم ولا تجربة ولا تفكير، لأنه علم يحصل بدون مستند، بحسب المتصوفة.

وأضاف التوفيق خلال تدخله في محاضرة علمية بعنوان: “الدور المنوط بالزوايا في خطة تسديد التبليغ”، نظمت أمس السبت من طرف جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، أن معنى “زكاها”، تطهير النفس من الذنوب، كما تحيل على الإنماء أي التنمية، أما كلمة “ألهمها”، فلا تفيد الجبر وحده ولا الحرية وحدها، وإنما تفيد خلق الاستعداد لدى الإنسان، مع إعطاء الحرية للفعل الإنساني، في ظل قدرة الله ومشيئته، فحكمه تعالى لا يخضع للزمان بالمعنى الفيزيائي، لأن لحظاته (الماضي والحاضر والمستقبل) مخلوقة دفعة واحدة، والله أراد أن يخلق الإنسان ويكرمه بالعلم والقدرة والعمل، ويبتليه بالخير والشر.

وفي إطار هذا التوجه “يمكن أن نفهم مسألة التبليغ، ومسؤولية المبلغ والمبلغ له، فالتبليغ مقيد بالقدوة الحسنة، لمواجهة الصنم (الأنا) الذي يوجد لدى كل إنسان، لذا فالتوحيد هو الذي يحرر الإنسان من أنانيته، ويسلم أمره لله، وقد كان تبليغ الرسول عليه الصلاة والسلام كاملا، وهذا ما جعل الصوفية انتماء يتأسس على الاتباع كاستعداد متوقف على التربية للتحرر من الهوى وعبودية النفس، وهذا الأمر يحضر في عبارة سقراط (اعرف نفسك بنفسك)، ما يعني أنك لست إلها، فإذا تحررت من نفسك تحررت من غيرك”، بحسب تعبير التوفيق.

وعن الذين يوجهون تهمة الشرك إلى المتصوفة، قال المتحدث نفسه إن “الصوفية قائمة على التوحيد الخالص والتربية، ومهمتهم التبليغ كمسؤولية جماعية، مشروط بالقدوة الحسنة والرحمة والحرص والقرب، فالتبليغ يتوقف على تحرير النفس، ويشمل التزكية، وشرطه القدوة التي يتعلم منها الناس ويقلدونها في الخير، للتحرر من الهوى، لتعرف نفسك، ومعناه أنك لست إلها، لذلك فالتبليغ مهمة الزوايا الصوفية الأولى، ولوجود، في زماننا الحاضر، هوة ساحقة بين الدين والتدين، فيجب مراجعتها، وهنا يأتي دور الزوايا”.

كما انبرى التوفيق للدفاع عن الزوايا الصوفية “التي قاومت الاستعمار، والتصقت بها تهمة الخيانة، وأضحى لها اليوم دور نفيسي، رغم وجود المساجد، والوعاظ والمرشدين، وخاصة أمام التحديات المادية للنظام الاقتصادي، التي يواجهها المسلمون، في السياق العالمي الذي يتسم بالإغراء، لكنهم يستحضرون وعد الله بالحياة الطيبة، وإن كانوا في بؤس وشقاء، ما يفرض نوعية وجودة التبليغ، لمواجهة تحدي استشراء الظواهر الاجتماعية كالإدمان والإجرام والشقاق والطلاق، والغش والرشوة، والإقناع بأن هذه المهمة مسؤولية الجميع، فاتفاق العلماء مع المتصوفة فيه خير كبير للقيام بمهمة التبليغ في إطار لا إكراه في الدين وضرورة حمايته“.

وتميزت فعاليات هذه المحاضرة التي تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات العلمية التي تروم تسليط الضوء على الأدوار المحورية التي تضطلع بها الزوايا في المشهد الديني المغربي، خاصة في ما يتعلق بتأطير المجتمع وتثبيت قيم الاعتدال والتسامح، وكذا مواكبة السياسات الوطنية في مجال التبليغ الديني، بحضور نخبة من العلماء والأئمة والشيوخ وشخصيات دينية وأكاديمية بارزة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اليوم ذروة الموجة الحارة تضرب البلاد ودرجات الحرارة تسجل أعلى معدلاتها
التالى أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 17 مايو 2025| طن عز بكام؟