إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز.. ضمانة لإنتاج نظيف وعمليات أكثر كفاءة (تقرير)

إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز.. ضمانة لإنتاج نظيف وعمليات أكثر كفاءة (تقرير)
إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز.. ضمانة لإنتاج نظيف وعمليات أكثر كفاءة (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • • أوروبا تبحث عن أفضل السبل لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري
  • •احتجاز الكربون وتخزينه يمثّل المسار الصحيح الواجب اتخاذه لتعزيز مرونة قطاع الهيدروكربون
  • • النفط والغاز سيظلان جزءًا من مزيج الطاقة الأوروبي حتى توفير إمدادات الطاقة بأمان وموثوقية
  • • النرويج ستواصل أداء دور رئيس في إمداد أوروبا خصوصًا بالغاز

تؤدي إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز دورًا مهمًا في ضمان نظافة الإنتاج وزيادة كفاءة العمليات، ويأتي ذلك في إطار الجهود العالمية الحثيثة لخفض الانبعاثات.

في هذا الإطار، تسعى دول العالم إلى التخلّي التدريجي عن النفط والغاز واعتماد مصادر طاقة منخفضة الكربون وصديقة للبيئة، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأشارت شركة سولزر (Sulzer) -الرائدة في مجال ابتكارات التحكم المستدام بالتدفق، مقرّها سويسرا- إلى أن إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز تُعزز الإنتاجية وترسّخ الاستدامة لمواجهة قنبلة تغير المناخ الموقوتة، وتحديات أمن الطاقة.

وعلى الرغم من أن مشغّلي النفط والغاز يعملون على تحسين أدائهم، فإنهم يواجهون تحديات مزدوجة تتعلق بتسريع خفض الانبعاثات والحفاظ على أمن الطاقة، ما يُنذر بأن الطبيعة المتقطعة للطاقة المتجددة تعرقل التخلّي التامّ عن النفط والغاز.

أهمية لأمن الطاقة في أوروبا

يكتسب أمن الطاقة في أوروبا أهمية كبيرة، وسط الاعتماد المتزايد على قطاع النفط والغاز النرويجي المتزامن مع البحث عن أفضل السبل لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وتقدّم شركة سولزر، المتخصصة في هندسة الموائع، حلولًا تشمل تقنيات الضخ والخلط والفصل والتطبيقات لمجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك المياه والنفط والغاز والمواد الكيميائية والكهرباء وغيرها الكثير، وتركّز على التأثير المهم للصيانة لتقليل فترات التوقف وضمان التشغيل المتواصل للأصول البحرية.

وأشار المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون، إلى أن "أمن الطاقة يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية، فمن دونه، لا يمكن لصناعاتنا ومجتمعنا الاستمرار في العمل بكفاءة".

وأضاف: "أعتقد أننا بحاجة إلى ضمان مجموعة واسعة من مصادر الطاقة، وإلى توفير احتياجاتنا الإجمالية بطريقة أكثر استدامة، حيث يتطلب التحول إلى مزيج طاقة منخفض الكربون الأحفوري دراسة متأنية".

وأردف: "على سبيل المثال، تحتاج المملكة المتحدة إلى تعظيم مواردها الخاصة بطريقة تسمح لها بمرونة مزيج الطاقة لديها، لتخفيف تقلبات أسعار الطاقة لمواطنيها".

احتياطيات النفط والغاز في بريطانيا

وقال: "هذا يعني أنه على الرغم من استمرارنا بزيادة الاستثمار الوطني في التقنيات منخفضة الكربون، فإن النفط والغاز المنتجَين من الجرف القاري للمملكة المتحدة يجب أن يظلّا جزءًا مهمًا من مزيج الطاقة لدينا، حتى نتمكن من تحقيق قدر كافٍ من أمن الطاقة والمرونة من مصادر بديلة غير أحفورية".

إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز

تعمل أوروبا -خصوصًا بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي- على رفع مستوى الحياد الكربوني، من خلال اتّباع مسارات جديدة لإزالة الكربون على الطريق نحو مستقبل مستدام.

وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية تعمل على التخفيض التدريجي لإنتاجها من النفط والغاز لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، يبدو أن موثوقية وكفاءة الحقول النشطة المتبقية، خصوصًا في بحر الشمال، ذات أهمية كبيرة.

وأوضح المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون، أن " النفط والغاز سيظلان جزءًا من مزيج الطاقة الأوروبي، حتى نتمكن من توفير إمدادات الطاقة لدينا بأمان وموثوقية عبر مصادر الوقود غير الأحفوري".

المدير الإقليمي لدول الشمال الأوروبي لدى شركة (سولزر) موراي ويلسون
المدير الإقليمي لدول الشمال الأوروبي لدى شركة (سولزر) موراي ويلسون – الصورة من لينكد إن

وبيَّنَ أنه "لا يمكن للكهربة أن تدعم واقعيًا قطاع الطيران لمسافات طويلة في الوقت الحالي، وهو ما يدفع باتجاه استثمارات كبيرة في وقود الطيران المستدام (SAF)".

وذكر أن "توافر المواد الخام المناسبة لوقود الطيران المستدام محدود، وهذا ما يدفع إلى استعمال أنواع وقود الطيران الممزوجة، حيث يُمزج وقود الطيران المستدام مع أنواع الوقود التقليدية لتلبية الطلب"، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال ويلسون: "بهذه الطريقة، ما يزال إنتاج النفط والغاز التقليدي جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة، مع انخفاض تأثيره البيئي".

وأضاف: "أعتقد أن قطاع النفط والغاز في بحر الشمال بحاجة إلى تبنّي فلسفة مماثلة، وهذا يعني إدراك استحالة التخلص التامّ من بصمته الكربونية خلال الإنتاج حاليًا، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لتقليلها قدر الإمكان من خلال شبكات الطاقة المشتركة، والكهربة والتركيز القوي على كفاءة المعدات والعمليات".

تخزين الغاز البحري

يرى المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون، أن "فتح حقول بحر الشمال المستنفدة لتخزين الغاز البحري يُعدّ أحد الخيارات التي يُمكن لأوروبا النظر فيها لتعزيز أمن الطاقة"، وقال: "إن التخزين البحري أكثر تكلفة، وستعتمد أوروبا على سلامة وأمن خطوط أنابيب الإمداد إلى الشاطئ".

وأضاف: "قد يكون التخزين البري أكثر أمانًا، وربما محدودًا، بسبب التوافر الجغرافي والقرب من المراكز السكانية".

وأشار موراي ويلسون إلى أن الدول الأوروبية ستحتاج إلى الموازنة بين التكاليف والتحديات اللوجستية وحدود القدرة الإنتاجية لجميع الخيارات المتاحة عند تحديد أفضل نهج لتعزيز أمن الطاقة.

استكشاف الهيدروكربونات في النرويج

تواصل النرويج سعيها الحثيث لمزيد من استكشاف الهيدروكربونات على الرغم من نضج مساحتها البحرية، بينما تبحث عن سبل لتعزيز إنتاجها من النفط والغاز من الأصول الحالية من خلال التدخل في الآبار، والتحول الرقمي، وتقنيات الاستخلاص المعزز للنفط، والعديد من التقنيات الأخرى.

وقال المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون: "ستواصل النرويج أداء دور رئيس في إمداد أوروبا، خصوصًا، بالغاز، وقد اعتمدت البلاد منظورًا طويل الأمد لإدارة الموارد، ما ساعد على زيادة عمر الحقول".

وأوضح أن "النرويج كانت رائدة عالميًا في خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات البحرية من خلال مشروعات تشمل كهربة الأصول، وكفاءة استعمال الطاقة في المضخات والضواغط والتحكم الذكي في العمليات".

نتيجة لذلك، ازدادت أهمية النرويج لأوروبا، مع استمرار العقوبات على صادرات النفط الروسية.

وبالنظر إلى تقليل أوروبا اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية، أصبحت النرويج أكبر مُصدر للغاز الطبيعي إلى المنطقة، حيث زادت إنتاجها بنحو 8% لتلبية الطلب المتزايد.

وفي الوقت نفسه، يمكن لدول بحر الشمال الأخرى أن تتعلم من تركيز النرويج القوي على التخطيط طويل الأمد وتقليل البصمة الكربونية لإنتاجها.

دور النفط والغاز في مزيج الطاقة

يؤكد خبراء الطاقة الدوليون أن النفط والغاز سيظلان جزءًا لا يتجزأ من مزيج الطاقة في المستقبل المنظور، ومن ثم يُمثّل الحفاظ على الإمدادات في ظلّ توقّف الإنتاج وتقادم البنية التحتية تحديًا كبيرًا، تُفاقِمه الحاجة إلى الأداء بكفاءة في سوق طاقة غير مستقرّة، حيث يُعدّ أمن الطاقة أمرًا بالغ الأهمية.

بدورها، تسعى شركات النفط والغاز إلى إضافة قيمة لتركيز قطاع الطاقة البحرية على الاستدامة والسلامة وأمن الطاقة.

وأوضح المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون، أن تحسين المعدات الحالية لتقليل الانبعاثات يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية.

وقال: إنه "في معظم منصات النفط والغاز البحرية، صُمّمت المعدّات لنقطة عمل مُحدّدة، وبالنظر إلى تضاؤل الإنتاج في السنوات اللاحقة، لا تعمل المعدّات بكفاءة مُثلى".

وأردف: "يُمكن لتحديث المعدّات القديمة دون تعديل مساحة المعدّات الحالية أن يُعزّز الكفاءة ويُخفّض استهلاك الطاقة".

من جهة ثانية، يدعم تطوير مراقبة المعدّات إستراتيجيات الصيانة، ويُحسّن وقت تشغيل المعدّات وتكاليف صيانتها، وتُمكّن هذه الأساليب القطاع من الإسهام في خفض استهلاك الطاقة دون المساس بأمن الطاقة.

حقل دراوجن النفطي الواقع في الجزء الجنوبي من البحر النرويجي
حقل دراوجن النفطي الواقع في الجزء الجنوبي من البحر النرويجي – الصورة من أوفشور تكنولوجي

دور الموثوقية في خفض تكاليف الطاقة

يستفيد مشغّلو قطاع النفط والغاز من الموثوقية على عدّة أصعدة، من خلال الاستفادة من التكرار المُحسّن، وخفض تكاليف الطاقة، وتقليل مخاطر الإنتاج، وعبء أعمال الصيانة.

وقال المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون: "تعتمد موثوقية العمليات الصناعية على الصيانة الاستباقية".

وعلى الرغم من أن بعض المشغّلين قد يُخفّضون التكاليف عن طريق تعديل جداول الصيانة، فإن هذا قد يؤدي إلى أعطال غير متوقعة وارتفاع في النفقات لاحقًا.

ويُعدّ استعمال الأدوات الرقمية التي تُمكّن الصيانة التنبؤية نهجًا أكثر فعالية، ما يسمح للمشغّلين بتحديد المشكلات المحتملة قبل أن تُصبح مُكلفة.

ومن خلال العمل الوثيق مع سلسلة التوريد واستعمال الرؤى القائمة على البيانات، يُمكن للمشغّلين تحسين جداول الصيانة، وتقليل استهلاك الطاقة، وتعزيز الموثوقية.

استعمال الطاقة النووية لخفض الانبعاثات

تتجه بعض الشركات، مثل سايبم الإيطالية (Saipem) ونيوكليو البريطانية (NewCleo)، نحو الطاقة النووية، في محاولة لخفض الانبعاثات من خلال دراسة طرق تشغيل عمليات النفط والغاز البحرية بالطاقة النووية.

وأشار المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون، إلى أن "إمكان استعمال الطاقة النووية لتشغيل عمليات النفط والغاز البحرية ركّز بشكل كبير على توفير بوارج كهرباء تتصل بها المنصات، وتستعملها مصدرًا رئيسًا للطاقة، بدلًا من توربينات الغاز المركبة.

وأضاف: "أعتقد أن هذا يبدو حلًا عمليًا، لكنه يطرح تحديات محتملة أخرى -مثل الأمن النووي- يجب أخذها في الحسبان".

وأردف: "من المتغيرات الأخرى التي يجب مراعاتها مرحلة عمر المنصة، فمن المرجّح أن تكون الطاقة النووية قابلة للتطبيق على المنصات في المراحل المبكرة والمتوسطة من عمرها، حيث تُحقق تكلفة تعديلات البنية التحتية الكهربائية فائدة صافية".

مشغّلو معدّات النفط والغاز البحرية

يواجه مشغّلو معدّات النفط والغاز البحرية بعض التحديات، في ظل المشهد المتنامي للطاقة المتجددة.

وقال المدير الإقليمي (لدول الشمال الأوروبي) لدى شركة سولزر، موراي ويلسون: "مع تغيُّر أنماط الإنتاج، تبرز الحاجة إلى مراجعة أداء وتصميم المعدّات الدوارة القديمة لضمان تلبيتها أحدث متطلبات التشغيل بكفاءة، وتحقيق أقصى استفادة من عمرها الافتراضي".

وأضاف: "يمكن أن تشمل مواجهة هذه التحديات تحديث المعرفة بعلوم المعادن، وتطبيق طلاءات متطورة، أو حتى إعادة تصميم المكونات الداخلية لإطالة أوقات الخدمة وتحسين الكفاءة الإجمالية".

وأوضح أنه "يمكن لإعادة تقييم الأصول أن تؤدي دورًا حاسمًا في مواءمة أداء المعدّات مع احتياجات الإنتاج المتطورة، ما يقلل من فترات التوقف وتكاليف الصيانة واستهلاك الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الأصفر بكام؟.. سعر كيلو النحاس اليوم الأحد 18-5-2025 في الأسواق
التالى موسكو تجهز مطالبها لوقف إطلاق النار وترامب يدخل على خط الوساطة: مفاوضات أوكرانيا تفتح باب الأمل الحذر