قال محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن احتضان مدينة العيون-عاصمة الصحراء المغربية-المحطة الثانية من جولات “مسار الإنجازات”، يحمل دلالات سياسية قوية، ويجسد الاهتمام المتواصل الذي يوليه الحزب لقضية الصحراء المغربية، باعتبارها أولوية وطنية جامعة.
وأكد أوجار، في كلمته خلال اللقاء الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء، أن الحزب تأسس في سياق وطني استثنائي، تزامن مع ملحمة المسيرة الخضراء، التي فتحت آفاقا جديدة أمام تعزيز الوحدة الترابية للمملكة، وساهمت في بروز نخبة سياسية وطنية مؤمنة بمشروع الدولة الحديثة، من بينها مناضلو الأقاليم الجنوبية.
وشدد على أن نجاح المسيرة الخضراء أطلق دينامية وطنية مهمة، شكلت حافزا لمجموعة من القادة الوطنيين، على رأسهم أحمد عصمان، لتأسيس حزب التجمع الوطني للأحرار، بدعم وازن من أعيان ومناضلي الصحراء، مذكرا بإسهامات أسماء بارزة مثل الحاج خطري ولد سعيد الجماني، والحاج علي بوعيدة، والحاج إبراهيم دويهي، الذين تركوا بصمات واضحة في مسار الحزب.
وأضاف أوجار أن “التجمع الوطني للأحرار لم يكن يوما غريبا عن الجنوب، فهويته نابعة من الأرض، وجيناته ممتدة في عمق الصحراء”، مضيفا أن الحزب، بقيادة عزيز أخنوش، يواصل اليوم هذا المسار بثقة ومسؤولية، وفاء لروح التأسيس وانسجاما مع التحولات الكبرى التي تعرفها المملكة في عهد الملك محمد السادس.
وخصّ القيادي التجمعي جانبا من مداخلته للحديث عن عزيز أخنوش، معتبرا إياه “تجسيدا حقيقيا” لقيم الوفاء للمسيرة الوطنية، بصفته رئيسا للحكومة وابن أسرة مقاومة، لافتا إلى أن “ما راكمته الحكومة تحت قيادته من إصلاحات ملموسة، وما تحقق من مكتسبات دبلوماسية واقتصادية خلال السنوات الأخيرة، يندرج في سياق مواصلة ترسيخ السيادة الوطنية وتعزيز مسار التنمية المتوازنة والشاملة بمختلف ربوع المملكة، وفي مقدمتها الأقاليم الجنوبية”.
وفي رده على الانتقادات الموجهة للحزب بشأن خوض حملة انتخابية سابقة لأوانها، أوضح أوجار أن “التجمع الوطني للأحرار يمارس أدواره التأطيرية والتواصلية في إطار ما يخوله له الدستور”، مبرزا أن “الحزب لا يحتاج إلى دعاية انتخابية، لأن حصيلة العمل الحكومي، برئاسة أخنوش، كفيلة بالتعبير عن نفسها أمام المواطنين”.
وباسم “حزب الحمامة”، القائد للائتلاف الحكومي، أكد أوجار أن ما تحققه الحكومة من إصلاحات ملموسة في مجالات متعددة يشكل جوابا عمليا على كل حملات التشويش، مضيفا أن “الحزب يواصل إنصاته اليومي لانشغالات المواطنين والتفاعل مع تطلعاتهم، في احترام تام للضوابط القانونية والأخلاقية التي تؤطر الممارسة السياسية”.
وخاطب أوجار رئيس الحكومة قائلا: “قدرك أن تواصل النجاحات والعمل، لأنك تحمل ثقة المواطنين، وتحظى بالتكليف الملكي السامي برئاسة الحكومة، وما تقوم به إلى جانب باقي مكونات الأغلبية هو مصدر اعتزاز لنا جميعا”، مشددا على أن “الطريق ما زال طويلا، والتحديات تفرض المزيد من الالتزام والمسؤولية”.
وخلص محمد أوجار إلى أن انطلاق جولات “مسار الإنجازات” من الأقاليم الجنوبية ليس صدفة، بل رسالة سياسية واضحة تعكس المكانة المتميزة التي تحظى بها هذه الربوع لدى الملك، وتؤكد استمرار الحزب في مرافقة الدينامية التنموية والدبلوماسية التي تشهدها الصحراء المغربية بروح من الوفاء للتعاقد مع المواطنين وثقة المؤسسات.