السبت 17 مايو 2025 | 11:05 مساءً

دمج شركات النفط الكويتية
سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات نهاية الأسبوع، مدفوعة بتصريحات متشائمة صادرة عن الجانب الإيراني بشأن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، وتزامنًا مع تقارير عن تصعيد عسكري في المنطقة، ما أعاد المخاوف الجيوسياسية إلى الواجهة وأعاد الزخم إلى أسواق الطاقة العالمية.
طهران: لم نتلقَّ أي مقترح رسمي من واشنطن
في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام العالمية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده لم تتلقَّ أي مقترح مكتوب من الجانب الأمريكي، لا بصورة مباشرة ولا عبر وسطاء. وأضاف في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"الرسائل التي نتلقاها، ويتلقاها العالم، متناقضة ومربكة"
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أشار فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام إلى اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق، ما دفع الأسواق حينها إلى التراجع على خلفية التوقعات بعودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق.
لكن موقف طهران الصريح قلّل من احتمالات التوصل السريع لأي اتفاق، ما أعاد القلق إلى الأسواق ودفع بأسعار النفط إلى الصعود مجددًا.
خام برنت يعاود الارتفاع.. وغرب تكساس يتجاوز 62 دولارًا
ارتفع سعر خام برنت القياسي بأكثر من 1%، ليُغلق التداولات فوق مستوى 65 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ليتجاوز مستوى 62 دولارًا، معوضًا بعض خسائره خلال الجلسات الماضية.
وقالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في مجموعة "CIBC برايفت ويلث"، إن التحركات الحالية تُعزى بدرجة كبيرة إلى التقلبات الجيوسياسية وضبط المراكز الاستثمارية قبل عطلة نهاية الأسبوع.
وأضافت أن المتداولين قلّلوا من المخاطرة في ظل الضبابية المستمرة بشأن الاتفاق النووي وتأثيراته المحتملة على إمدادات السوق.
هل يؤثر الاتفاق النووي على إمدادات السوق؟
ورغم الحديث المتكرر عن تأثير الاتفاق النووي المحتمل على السوق، يرى بعض المحللين أن حجمه سيكون محدودًا. وقال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع في "ويستباك بانكنغ كورب"، إن العودة الإيرانية الكاملة للسوق ستضيف ما بين 200 إلى 300 ألف برميل يوميًا فقط، وهي كمية لا تعتبر ضخمة مقارنة بحجم السوق العالمي.
وأوضح ريني أن التوقعات لا تزال تشير إلى بقاء أسعار خام برنت في نطاق يتراوح بين 60 و65 دولارًا خلال الأسابيع المقبلة، ما لم تظهر مفاجآت في المشهد السياسي أو الإنتاجي.
تصعيد إقليمي يزيد من القلق
أفادت تقارير صحفية أن الجيش الإسرائيلي شن ضربات جوية على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، بما في ذلك استهداف بعض الموانئ، في تطور وصفته المصادر بأنه قد ينذر بتصعيد إقليمي أوسع.
ويأتي ذلك في ظل تحذيرات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عمل عسكري إضافي، ما زاد من قلق المستثمرين بشأن استقرار الإمدادات النفطية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة.
الطلب يتعافى لكن الفائض يلوح في الأفق
رغم تحسّن الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن تزايد المعروض العالمي. وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن الإنتاج العالمي من النفط من المتوقع أن يتجاوز نمو الطلب خلال عامي 2025 و2026، مما يخلق حالة من الفائض، قد تزداد في حال قررت أوبك+ تنفيذ زيادات إضافية في الإنتاج.
وفي ظل هذه المعطيات، تبقى أسعار النفط معرضة للتقلبات ما بين ضغوطات الفائض المحتمل، وتقلبات المشهد السياسي والأمني العالمي، خاصة في مناطق التوتر مثل الشرق الأوسط.
الخلاصة
أسعار النفط تستعيد جزءًا من خسائرها الأخيرة، مدفوعة بحالة من الغموض بشأن مستقبل المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا، وتصعيد التوتر الإقليمي في اليمن. ومع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، فضل المستثمرون تقليل المخاطرة والاحتماء بالسلع الآمنة وسط حالة من الترقب تسيطر على الأسواق العالمية.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.