الدبيبة في أول تعليق على أحداث طرابلس: واجهنا ميليشيات «أكبر من الدولة»

عبد الحميد الدبيبة

في أول ظهور له بعد التوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، ألقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، مساء السبت، كلمة متلفزة توجّه فيها برسائل مباشرة إلى الشعب الليبي، مؤكدا أنه اختار التأني في ظهوره الإعلامي "حتى لا يُساء فهم تصريحاته بما يثير الفتنة"، على حد تعبيره.

وأشار الدبيبة إلى أن المشهد الأمني في طرابلس يكشف عن انقسام الميليشيات المسلحة إلى ثلاث فئات رئيسية: الأولى انسحبت وفضّلت العودة إلى حياتها المدنية، والثانية التحقت بمؤسسات الدولة وتم احتواؤها، بينما تشكل الفئة الثالثة ما وصفها بـ"الميليشيات المتغولة"، التي تورّطت في ابتزاز ممنهج لمؤسسات الدولة، حتى بات بعضها يملك من النفوذ ما يفوق مؤسسات الدولة ذاتها.

وفي حديث خاص لسكان منطقة بوسليم، التي كانت مسرحا لعملية أمنية كبرى خلال الأيام الماضية، شدد الدبيبة على أن العملية نُفذت بنجاح وفي زمن قياسي، دون وقوع خسائر في منطقة تُعد من بين الأعلى كثافة سكانية في طرابلس. وقال: "أقول لأهالي بوسليم إن الظلم قد رُفع عنكم، وسأعمل على دعم منطقتكم بشكل غير مسبوق".

كما كشف الدبيبة عن تفاصيل غير مسبوقة بشأن عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة في العاصمة، قائلاً إنه كان يسيطر على منطقة حيوية مكتظة بالسكان، وعلى ستة مصارف حكومية، وكان يخضع المخالفين لسلطته لواحد من خيارين: السجن أو القتل والدفن.

وأضاف أن الككلي مارس ضغوطًا مباشرة على عدد من وزراء الحكومة، وكان وراء تعطيل شحنة أدوية مخصصة لعلاج الأورام قادمة من العراق، كما أقدم على سجن عدد من المسؤولين ضمن حملات ابتزاز مالي وسياسي.

وأشار الدبيبة إلى أن الدولة عازمة على استعادة سيادتها على كل مؤسساتها، وأنه لن يكون هناك غطاء سياسي أو أمني لأي مجموعة خارجة عن القانون.