نبيلة مكرم من الوزارة إلى الإنسانية ولأول مرة التفاصيل الكاملة لواقعة نجلها في الولايات المتحدة

نبيلة مكرم , كشفت السفيرة ووزيرة الهجرة السابقة، عن أعمق لحظات حياتها وأكثرها تأثيرًا، في أول ظهور إعلامي صريح لها بعد تركها منصبها الوزاري، متحدثة عن التحول الكبير الذي طرأ على حياتها بعد المحنة الصعبة التي مرت بها، والمتمثلة في تورط نجلها في قضية قتل بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفي حوارها الصريح والمؤثر مع الإعلامية ريهام السهلي ببرنامج “الرحلة” على قناة “DMC Plus”، فتحت قلبها للمشاهدين، لتكشف الجانب الإنساني في حياتها بعد الخروج من العمل السياسي.

نبيلة مكرم من الوزيرة إلى الأم المكلومة

بدأت حديثها بالإشارة إلى أن انتقالها من العمل السياسي إلى العمل الإنساني لم يكن خيارًا سهلاً، بل جاء نتيجة محنة قاسية غيّرت حياتها. وقالت:

“رحلتي الجديدة لم تكن سوى نتيجة لظرف مؤلم، لكن هذا الظرف علّمني الكثير، وقرّبني من نفسي ومن كل أم تعاني في صمت.”

وأكدت أن كل أم في هذا العالم لديها معركة خاصة، سواء كانت تلك المعركة في العلن أو خلف الجدران، مضيفة: “أنا ظهرت في العلن لأني كنت وزيرة، لكن في الحقيقة، هناك آلاف الأمهات يعشن أزمات يومية أشد قسوة دون أن يشعر بهن أحد.”

نجلها في قلب العاصفة… وهي في قلب الأمومة

لم تتردد في الحديث عن قضية نجلها “رامي”، التي شكّلت نقطة تحول مفصلية في حياتها. ووصفتها بأنها أصعب تجربة مرت بها، لكنها كانت أيضًا سببًا في اكتشاف قوتها كامرأة وأم. وقالت:
“كوني أم، هذا وحده يكفيني، ولن أتخلى عن ابني مهما حدث. الأم لا تفرّط، ولا تستسلم.”

ورغم الألم الشخصي العميق، لم تسمح للمحنة أن تُقصيها عن دورها المجتمعي والإنساني، بل أعادت تشكيل هذا الدور في قالب جديد، حيث باتت اليوم ناشطة في مجال الدعم النفسي للأمهات وأسر السجناء، خاصة في قضايا مشابهة لقضية ابنها.

إشادة واسعة بشخصيتها الإنسانية

خلال اللقاء، أثنت " target="_blank">الإعلامية ريهام السهلي على الجانب الإنساني للسفيرة ، مؤكدة أن انبهارها بها كوزيرة كان كبيرًا، لكن انبهارها الحقيقي بدأ حين لمست فيها قوة الأمومة والبسالة في مواجهة المحنة.

وقالت السهلي: “كل من يتعامل مع السفيرة يشعر بحب الناس ليها، في كل مكان الناس بتتجمع حواليها، تحب تسلم عليها، وتحييها.” وأضافت أن تقدير الناس لا يأتي من المناصب، بل من المواقف التي تكشف معادن البشر.

رحلة مستمرة لـ نبيلة مكرم بروح جديدة

رغم ما مرت به من ألم شخصي، تؤمن السفيرة بأن الحياة لا تتوقف عند الألم، وأن كل محنة تحمل في طياتها فرصة لبداية مختلفة.

اليوم، وبعد خروجها من عباءة الوزارة، اختارت أن تواصل رسالتها ولكن من موقع جديد، موقع الأم التي تدعم وتُساند، والتي تحوّل الوجع إلى رسالة أمل ومساندة للآخرين.

رحلتها ليست فقط حكاية سياسية أو شخصية، بل رحلة إنسانة اختارت أن تنهض رغم الجراح، وتُكرّس تجربتها لخدمة من يشبهونها في الألم والانتظار.