
البابا تواضروس , في خطوة تحمل طابعًا روحيًا وتاريخيًا بالغ الأهمية، استقبل قداسته اليوم الجمعة، كوكبة من القادة الروحيين للكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وذلك في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون. جاء هذا اللقاء في إطار اجتماع دوري يجمع رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الثلاثة في الشرق الأوسط، بالتزامن مع مناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني، وذكرى نياحة القديس البابا أثناسيوس الرسولي، أحد أبرز أعمدة هذا المجمع.

حضور مميز لشخصيات كنسية بارزة
حضر اللقاء بطريرك إنطاكية وسائر المشرق و الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم، البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثانى ، بالإضافة إلى الكاثوليكوس ارام الأول ، كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا الكبير و مقره أنطلياس بلبنان ، بالاضافة إلى الوفدين المرافقين لهما. ويعكس هذا الاجتماع الروح الأخوية التي تجمع بين هذه الكنائس التي تتفق في الإيمان رغم تنوعها الثقافي والجغرافي.

صلوات شكر برئاسة البابا تواضروس ولقاء روحي في كنيسة التجلي
عقب وصول البطاركة والوفود المرافقة، توجه الجميع إلى كنيسة التجلي الواقعة داخل مركز لوجوس، حيث أُقيمت صلاة شكر تعبيرًا عن الامتنان لهذا اللقاء المبارك. وبعد الصلاة، عُقد لقاء وديّ قصير جمع القادة الروحيين، تميز بالدفء والاحترام المتبادل، وأكد على عمق العلاقات التاريخية بين الكنائس الثلاثة، وسعيها الدائم نحو الوحدة والتعاون.

أعمال اللقاء الكنسي والقداس التاريخي بصلوات البابا تواضروس
من المقرر أن تنطلق صباح يوم غد السبت أعمال اللقاء الخامس عشر لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، حيث سيتم مناقشة قضايا روحية وكنسية معاصرة، والتأكيد على أهمية التكاتف في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المسيحيين في المنطقة.
أما الحدث الأبرز، فسيكون صباح الأحد المقبل، حين يصلي البطاركة الثلاثة معًا القداس الإلهي، في واقعة تاريخية تعد الأولى من نوعها. هذا الحدث يعكس وحدة العقيدة والرغبة الصادقة في توطيد أواصر المحبة والشراكة بين الكنائس الشرقية، كما يشكل رسالة قوية للعالم مفادها أن الوحدة المسيحية ممكنة حين تستند إلى المحبة والإيمان المشترك.
هذا اللقاء لا يُعد فقط مناسبة دينية، بل هو أيضًا شهادة حية على الجذور الواحدة التي تنتمي إليها هذه الكنائس، وعلى الروح التي ما زالت تسري في أوصالها رغم مرور القرون.