أخبار عاجلة

تركيا على خط النار الدبلوماسي.. أول محادثات ...

تركيا على خط النار الدبلوماسي.. أول محادثات ...
تركيا على خط النار الدبلوماسي.. أول محادثات ...

الخميس 15 مايو 2025 | 06:43 مساءً

ترامب وبوتين وزيلينسكي

ترامب وبوتين وزيلينسكي

محمد خليفة

تستعد تركيا لاستضافة ما قد يكون أول لقاء مباشر بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2022، في محاولة جديدة لإعادة إطلاق المسار الدبلوماسي المتعثر منذ اندلاع الحرب، وذلك بعد اقتراح مفاجئ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه سرعان ما خفّض سقف التوقعات، بعد أن أعلن الكرملين في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء تشكيل الوفد الروسي المشارك في المفاوضات، ما أنهى آمال لقاء مباشر بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ويضم الوفد الروسي الذي سيشارك في المحادثات المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، ما يشير إلى أن الكرملين لا يرى في المحادثات الحالية إطارًا لاتخاذ قرارات كبرى أو تقديم تنازلات سياسية حاسمة. قبل إعلان تشكيل الوفد، كانت التوقعات مرتفعة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي ألمح إلى إمكانية سفره إلى تركيا للمشاركة في دفع العملية التفاوضية، لكنه تراجع عن الخطوة بعد أن تبيّن أن بوتين لن يحضر شخصيًا، رغم أن زيلينسكي أعلن عن استعداده للقاء نظيره الروسي وجهًا لوجه.

مسار معقد للمفاوضات الروسية الأوكرانية

في الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب في فبراير 2022، بادرت أطراف دولية وإقليمية عدة، إلى جانب أوكرانيا نفسها، بمحاولات حثيثة لاحتواء التصعيد العسكري، حيث التقى ممثلون من الجانبين في بيلاروسففي خلال أواخر فبراير من ذلك العام، وامتدت المحادثات أسبوعين دون التوصل إلى اتفاقات حاسمة، باستثناء إقرار ممرات إنسانية، وفي 21 مارس، دعا زيلينسكي علنًا إلى مفاوضات مباشرة مع بوتين، مقترحًا أن تلتزم بلاده بعدم الانضمام إلى الناتو مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب الروسي، وهي دعوة رفضتها موسكو في حينه.

وفي نهاية مارس من العام نفسه، استُؤنفت المحادثات في إسطنبول، حيث طرحت موسكو تخفيف وجودها العسكري قرب كييف وتشيرنيهيف، مقابل إعلان أوكرانيا استعدادها للتحوّل إلى دولة محايدة بضمانات دولية، غير أن هذه الجولة انهارت لاحقًا، مع رفض روسيا خطة أوكرانية للسلام اعتبرتها غير مقبولة، لا سيما بسبب استبعادها شبه جزيرة القرم من الضمانات الأمنية.

تحولات ميدانية وسياسية وضم أراضٍ أوكرانية

في النصف الثاني من عام 2022، بدا أن موسكو تميل إلى تثبيت مكاسبها الميدانية بدلًا من متابعة المسار الدبلوماسي وأعلنت روسيا من طرف واحد، في 30 سبتمبر 2022، ضم أربع مناطق أوكرانية «دونيتسك - لوجانسك - خيرسون - وزابوروجيا»، ما أثار موجة تنديد دولية، فيما ردّت كييف بتقديم طلب رسمي للانضمام إلى حلف الناتو.

وخلال تلك الفترة، تم التوصل إلى اتفاق مهم برعاية الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022 لفك الحصار عن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ما ساعد على تخفيف أزمة غذاء عالمية وُصفت حينها بأنها تهديد مباشر للأمن الغذائي الدولي.

جهود دولية دون نتائج ملموسة

منذ ذلك الحين، حاول المجتمع الدولي دفع مسار السلام عبر قمم ومؤتمرات متعددة، شملت كوبنهاجن (يونيو 2023)، وجدة (أغسطس 2023)، ومالطا (أكتوبر 2023)، حيث اجتمعت عشرات الدول لمناقشة مبادرة سلام أوكرانية مؤلفة من عشر نقاط كان زيلينسكي قد عرضها خلال قمة العشرين في نوفمبر 2022، فيما لم تُدعَ روسيا إلى أي من هذه اللقاءات، ما أفقدها الزخم المطلوب للوصول إلى تفاهمات قابلة للتنفيذ.

وفي يونيو 2024، استضافت سويسرا اجتماعًا واسعًا ضم ممثلين عن 96 دولة، لكن دون تحقيق توافق بشأن شروط إنهاء الحرب، وتباين مواقف الدول المشاركة، أضعفا فرص الخروج بخارطة طريق متفق عليها.

إدارة ترمب ومحاولة إعادة إطلاق المسار السياسي

مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في بداية عام 2025، أحيا وعوده السابقة بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، وكثفت الإدارة الأمريكية منذ الأيام الأولى لولايته الثانية، جهودها الدبلوماسية من خلال فتح قنوات مباشرة مع موسكو، ومحاولة التقريب بين الطرفين، حتى وإن كان ذلك في بعض الأحيان على حساب المطالب الأوكرانية.

وفي ديسمبر 2024، التقى ترمب زيلينسكي في باريس بحضور عدد من القادة الأوروبيين، وتلا ذلك اتصالات هاتفية مباشرة مع بوتين، واجتماع بين وزيري خارجية البلدين في السعودية، انتهى باتفاق مبدئي على إنهاء الحرب، وفي وقت لاحق اجتمع زيلينسكي مع مسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض، حيث ظهرت الخلافات بوضوح، ووصلت إلى مشادة كلامية التُقطت من قبل وسائل الإعلام.

وفي مارس 2025، سعت واشنطن إلى إعادة تقريب وجهات النظر خلال اجتماعات في السعودية، واقترحت هدنة لمدة 30 يومًا وافقت عليها كييف ورفضتها موسكو، وفي وقت لاحق اقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وقفًا مؤقتًا للهجمات على منشآت الطاقة، وهو ما تم الاتفاق عليه مبدئيًا ثم انهار بسرعة بسبب الاتهامات المتبادلة بخرقه.

كما طرحت موسكو هدنة رمزية بمناسبة عيد الفصح و"يوم النصر" في أبريل، بدعم رمزي من الرئيس الصيني شي جين بينج، لكنها لم تُحترم ميدانيًا، بحسب روايات الطرفين.

اقتراح جديد من بوتين

في 10 مايو 2025، التقى زيلينسكي في كييف مع قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا، الذين دعوا روسيا لقبول الهدنة الأميركية، واقترح بوتين بشكل مفاجئ استئناف المفاوضات المباشرة في إسطنبول بتاريخ 15 مايو، "دون شروط مسبقة"، لكنه لم يؤكد حضوره، كما لم يوافق رسميًا على المقترح الأمريكي للهدنة، مما أثار تساؤلات حول مدى جدية العرض الروسي.

ولا يحمل الوفد الذي شكّله الكرملين تفويضًا سياسيًا كبيرًا، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لتحسين صورة موسكو دبلوماسيًا دون تقديم تنازلات جوهرية، ويبقى الاجتماع المزمع في إسطنبول خطوة مهمة، ولو رمزية، وفي مسار سياسي طويل ومعقد، لا تزال نهايته غير واضحة في ظل غياب أرضية مشتركة بين أطراف النزاع. 

اقرأ ايضا

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر طن الأرز اليوم الثلاثاء عند التاجر.. اعرف وصلت لكام
التالى الصحة تُعلن تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى ...