فقدان الوزن هو هدف يسعى إليه العديد من الأشخاص، وخاصة النساء، نظرًا لأهميته في تعزيز الصحة العامة، وزيادة الثقة بالنفس، وتحسين المظهر الجسدي. في الغالب، يركز معظم الذين يحاولون التخلص من الوزن الزائد على جانب واحد فقط مثل اتباع نظام غذائي أو الرجيم. ومع ذلك، فإن الحقيقة تشير إلى أن فقدان الوزن هو عملية تتضمن جوانب متعددة، وهناك عوامل مؤثرة كثيرة يمكن أن تكون مغفلة خلال رحلة إنقاص الوزن لدى الكثير من النساء.
لا يقتصر فقدان الوزن على النظام الغذائي وحده
أوضحت الدكتورة هدى مدحت، المتخصصة في التغذية العلاجية، أن فقدان الوزن يعتبر رحلة معقدة تتأثر بعوامل عديدة ولا يقتصر الأمر على النظام الغذائي فقط. يجب على النساء المدركات لأهمية صحة أجسادهن أن ينظرن إلى الصورة الشاملة، مما يساعدهن على فقدان الوزن بطريقة أسرع وأكثر فعالية.
وأشارت الدكتورة هدى إلى أن التركيز على هذه العوامل يسهم ليس فقط في خسارة الوزن، بل أيضًا في الحفاظ عليه وتحسين جودة الحياة بشكل عام على المدى الطويل. تجاهل هذه العوامل قد يؤدي إلى الإحباط أو عدم تحقيق نتائج رغم الجهد المبذول في اتباع الحمية. لذا، يبقى التوازن والوعي الشامل هما المفتاح الأساسي لتحقيق نجاح حقيقي في رحلة فقدان الوزن.
عوامل هامة تنقص وزنك غير الأكل
في هذا التقرير، تسلط الدكتورة هدى الضوء على العوامل غير الغذائية الرئيسية التي تسهم في فقدان الوزن، والتي قد تُحدث فرقًا ملحوظًا عند الأخذ بعين الاعتبار إلى جانب النظام الغذائي.
1. النوم الكافي وجودته
تؤثر قلة النوم أو النوم غير المنتظم سلبًا على عملية الأيض. أظهرت العديد من الدراسات أن الحرمان من النوم يسبب اضطرابات في إفراز هرمونات الجوع مثل الغريلين، الذي يزيد الشهية، واللبتين، الذي يشعر بالشبع.
لذلك، يمكن أن يؤدي عدم النوم الجيد إلى شعور المرأة بجوع مستمر، حتى لو كانت تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا. كما تؤدي قلة النوم إلى تقليل معدل حرق السعرات الحرارية وزيادة تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن.
تؤثر الضغوط النفسية والعاطفية بشكل مباشر على الوزن. فعند التعرض للتوتر، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول، الذي يحفز الجسم على تخزين الدهون، خاصة في منطقة الخصر.
كما أن التوتر يمكن أن يدفع بعض النساء لتناول الطعام العاطفي حتى بدون الشعور بالجوع الفعلي. لذلك، فإن التحكم بالتوتر من خلال التأمل والتنفس العميق وممارسة اليوغا أو الحصول على الدعم النفسي يعد ضروريًا لفقدان الوزن.
5. توازن الهرمونات
الهرمونات تمثل دورًا محوريًا في التحكم بالوزن، خصوصًا لدى السيدات، حيث تتأثر بأمور مثل الدورة الشهرية، الحمل، الإنجاب، الرضاعة، وانقطاع الطمث. والاختلال في معدلات هرمونات مثل الأنسولين، الإستروجين، الغدة الدرقية، والكورتيزول، من الممكن أن يسفر عن صعوبة في ضياع الوزن على الرغم من الالتزام بالنظام الغذائي. لهذا، ينبغي الحيطة لأي إشارات تثبت أن عدم اتزان هرموني (مثل المجهود المزمن، متغيرات المزاج، سقوط الشعر، أو انتفاخ البطن) ومراجعة الدكتور للفحص.
6. نوعية القوت وليس لاغير السعرات
حتى وإن التزمت المرأة بحمية متدنية السعرات، فإن براعة الأكل تترك تأثيرا عديدًا في نتائج ضياع الوزن. أكل الأغذية المعالجة والغنية بالسكر يترك تأثيرا سلبًا على رد فعل الإنسولين، ويزيد من الرغبة بتناول المزيد.
وعلى الضد، فإن إيلاء الاهتمام على الأغذية الغنية بالبروتين والألياف، حتى إذا كانت تشتمل على سعرات مشابهة، يسفر عن تزايد الإحساس بالشبع وترقية كميات الحرق.
7. الأسباب الاجتماعية والدعم
عدم توفر مساندة اجتماعي خلال الحمية قد يكون السبب في الإحباط والرجوع للعادات القديمة. وجود أشخاص يشجعون المرأة على الاستمرار، أو الانضمام إلى مجموعات مؤازرة، أو حتى مشاركة غايات خسارة الوزن على منصات التخابر، يرفع من حجم الالتزام ويخفض من فرص الانقطاع عن التدبير. مثلما أن وجود شخصيات في المحيط يشتركون في نفس الغايات الصحية يخلق جو تحفيزية.
8. الصحة النفسية وتقييم الذات
الصحة النفسية تترك تأثيرا بشكل ملحوظ على التصرفات الغذائية. السيدات اللواتي يعانين من تضاؤل في حمد الذات أو قلاقِل نفسية كالاكتئاب، يكنّ أكثر عرضة لتناول الأكل بكيفية غير جمعية، أو التعطل عن المسعى حتى الآن الفشل. من هنا تجيء لزوم الدواء السيكولوجي المرافق لخطة التخسيس، ليس حصرا لتقويم التصرف الغذائي، لكن أيضًا لإنشاء رابطة صحية مع البدن.
