القومى للبحوث الفلكية , سجل المعهد هزة أرضية قوية بلغت شدتها 6.2 درجة على مقياس ريختر في تمام الساعة 1:51 من فجر يوم الأربعاء. وبحسب ما صرّح به الدكتور محمد صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد، فإن مركز الزلزال كان جنوب شرق جزيرة كريت بعمق يُقدَّر بحوالي 70 كيلومترًا تحت سطح الأرض.

الهزة الأرضية وقعت على بُعد حوالي 420 كيلومترًا من أقرب نقطة إلى الشواطئ المصرية، وتحديدًا قبالة مدينة مرسى مطروح، كما تبعد حوالي 600 كيلومتر عن مدينة رشيد. وعلى الرغم من هذه المسافة، شعر عدد من سكان الساحل الشمالي، وصولًا إلى العاصمة القاهرة، بالاهتزازات التي صاحبت الزلزال.

المعهد القومى للبحوث الفلكية نشاط زلزالي متكرر في منطقة كريت
أوضح الدكتور الحديدي أن منطقة جنوب شرق جزيرة كريت تُعد من المناطق النشطة زلزاليًا، وتشهد بانتظام هزات أرضية بدرجات متفاوتة. لكنه أكد أن معظم هذه الهزات لا تُشعَر في مصر بسبب بُعد المسافة وقلة عمق بعض الزلازل. غير أن الزلزال الأخير كان قويًا نسبيًا ووقع على عمق يسمح بانتقال الموجات الزلزالية لمسافات طويلة، ما أدى إلى شعور السكان به في بعض المدن المصرية.
وبيّن الحديدي أن الزلازل التي تتجاوز قوتها 5.5 إلى 6 درجات على مقياس ريختر، خاصة إذا كانت على عمق كبير، تملك القدرة على إرسال موجات زلزالية يمكن أن تصل إلى الأراضي المصرية. وهذا ما يفسر شعور عدد من المواطنين بهذه الهزة رغم كون مركزها بعيدًا عن الحدود المصرية.

القومى للبحوث الفلكية للمواطنين الوعي هو السلاح الأول في مواجهة الزلازل
في سياق آخر، شدد الدكتور الحديدي على أن الزلازل في حد ذاتها لا تُسبب الوفاة بشكل مباشر، بل تكمن الخطورة في سلوك الأفراد أثناء حدوثها، خاصة في الأماكن المزدحمة. فحالات التدافع داخل المراكز التجارية أو السينمات أو المسارح، على سبيل المثال، قد تؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى وفيات.
ودعا إلى أهمية رفع مستوى الوعي بين المواطنين حول كيفية التصرف في أثناء الزلازل، مع ضرورة تطبيق إجراءات السلامة والتدريب على التعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية، للحد من الخسائر البشرية المحتملة.