إنشاء منطقة ذكاء اصطناعي في السعودية بـ 5 مليارات دولار بالشراكة بين "أمازون" و"هيومين"

تعتزم شركة أمازون ويب سيرفيسز، وشركة هيومين التابعة لصندوق الاستثمارات السعودي تطوير منطقة ذكاء اصطناعي رائدة من نوعها في السعودية باستثمار يتجاوز 5 مليارات دولار.

وستجمع المنطقة المتقدمة تحت مظلتها مجموعة من الحلول والإمكانات التقنية، من ضمنها بنية تحتية متخصصة للذكاء الاصطناعي وخوادم مزوّدة بأشباه موصلات عالمية المستوى، وشبكات UltraCluster لتسريع تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ومعالجتها، إضافة إلى خدمات أمازون ويب سيرفيسز المتقدمة مثل Amazon Bedrock وSageMaker، وخدمات تطبيقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Amazon Q.

وكانت أمازون ويب سيرفيسز "التابعة لشركة Amazon.com, Inc المدرجة في بورصة ناسداك تحت الرمز AMZN"، قد أعلنت في وقت سابق عن خططها لإنشاء منطقة بنية تحتية خاصة بها في السعودية، والمقرر إطلاقها في 2026، ضمن استثمار يبلغ 5.3 مليار دولار (نحو 19.88 مليار ريال). وتشكل "منطقة الذكاء الاصطناعي" الجديدة استثماراً إضافياً يهدف إلى تلبية الطلب المحلي والعالمي المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

وبموجب الشراكة، ستقدّم أمازون ويب سيرفيسز إمكاناتها المتقدمة في البنية التحتية من حيث الخوادم والشبكات، إضافة إلى خدماتها المتقدمة في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في المملكة، بما في ذلك خدمة Amazon Sagemaker AI وAmazon Bedrock وAmazon Q، والخدمات المدارة بالكامل لتطوير وتوسيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي (genAI).

ومع توافر Amazon Bedrock في السعودية، ستتمكن الشركات والمؤسسات الحكومية من الوصول إلى نماذج عالية الكفاءة مقدّمة من أبرز شركات الذكاء الاصطناعي لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع ضمان أعلى مستويات الأمان، والخصوصية، والالتزام باستخدام مسؤول وأخلاقي للتقنية.

وفيما يخص Amazon Q، الذي يعد أحد أكثر المساعدات الذكية تطوراً في العالم في مجال البرمجة، ويتيح للمنظمات بناء مساعدين مدعومين بالذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكنهم الإجابة عن الأسئلة، وتلخيص المحتوى، وإنشاء المواد، وإنجاز المهام بناءً على بيانات المؤسسات.

ومن خلال الشراكة، تخطط شركة " هيومين" إلى تطوير حلول ذكاء اصطناعي باستخدام تقنيات شركة أمازون ويب سيرفيسز، وتقديمها إلى عملائها النهائيين. كما ستتعاون شركة هيومين مع شركة أمازون ويب سيرفيسز لتطوير سوق موحّد لوكلاء الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تسهيل عملية الوصول إلى برمجيات الذكاء الاصطناعي ونشرها وإدارتها لصالح الجهات الحكومية السعودية. وتهدف الشراكة أيضاً إلى دعم نمو نماذج اللغة الضخمة (LLMs)، بما في ذلك النماذج العربية (ALLaM).

وتسهم الشراكة بتمكين قطاعات رئيسية، بما في ذلك القطاعات الحكومية وقطاع الطاقة والرعاية الصحية والتعليم، من تسريع وتيرة تحولها الرقمي، من خلال تبنّي أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح تجارب تعليمية مخصصة للطلاب، وتساعد على الكشف المبكر عن الأمراض، وتعزز الإنتاجية في مختلف العمليات الإدارية الحكومية، على امتداد سلاسل العمل الأساسية والمساندة. وسيتم تسريع هذه الاستخدامات من خلال مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي التوليدي التابع لشركة أمازون ويب سيرفيسز، بالتعاون مع شركة هيومين، ما يتيح لقاعدة واسعة من العملاء، بدءاً من الشركات الناشئة الأسرع نمواً، وصولاً إلى كبرى المؤسسات والجهات الحكومية، تعزيز خارطة أعمالهم ومشاريعهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بما يضمن تقديم خدمات حيوية بشكل أكثر كفاءة وعدالة، وتحقيق أثر أوسع على مستوى المجتمع.

وقال المهندس وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله السواحة: "مضاعفة أمازون ويب سيرفيسز استثمارها في شراكتها طويلة الأمد مع المملكة. يرسخ أسس العصر الذكي، ويسرع زخم الابتكار، وينمي مواهب كوادرنا، ويعزز مكانة السعودية كشريك عالمي رائد في عصر الذكاء الاصطناعي".

وقال مات جارمان، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون ويب سيرفيسز: "يمثل التعاون خطوة محورية لتمكين الابتكار في مختلف القطاعات، من خلال حلول شركة أمازون ويب سيرفيسز المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ونعمل من خلال الشراكة على تمكين العملاء من الوصول إلى تقنيات سحابية آمنة وفعّالة من حيث التكلفة، وتحفيز الابتكار والنمو الاقتصادي".

يذكر أن شركة أمازون ويب سيرفيسز قد ساعدت أكثر من 330 ألف شركة ناشئة حول العالم على تحويل أفكارها إلى مشاريع ناجحة، بفضل حلولها السحابية القابلة للتوسّع، والآمنة، ومنخفضة التكلفة، إضافة إلى خدماتها المتقدمة في الذكاء الاصطناعي. وبالاستفادة من شبكة الدعم المتخصصة التي توفرها شركة هيومين، يُتوقّع أن تسهم الشراكة في تسريع نمو بيئة ريادة الأعمال في المملكة.

ووفقا لمنصة MAGNiTT، نجحت الشركات الناشئة السعودية في جذب تمويلات رأسمالية بقيمة 750 مليون دولار في 2024، لتسجّل بذلك أعلى حصة تمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام الماضي.