أخبار عاجلة
عاجل.. زلزال شديد يهز القاهرة -
عاجل | هزة أرضية تضرب مصر دون تسجيل خسائر -

التعاون يجمع بكرات وعمدة إسباني

التعاون يجمع بكرات وعمدة إسباني
التعاون يجمع بكرات وعمدة إسباني

تواصل الدبلوماسية المغربية تحقيق اختراقات متتالية على مستوى العلاقات الخارجية، خصوصا فيما يتعلق بتكريس مغربية الصحراء على المستوى الدولي، وهذه المرة عبر مد الجسور مع نخب سياسية محلية في إسبانيا لطالما اشتهرت بتقاربها مع أطروحة الانفصال.

في هذا الصدد، استقبل عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، اليوم الثلاثاء، عمدة بلدية “La Oliva”، إيساي بلانكو ماريرو، الذي حل بمدينة العيون في إطار زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها لعمدة بلدية إسبانية إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة.

في مستهل كلمته، رحب والي الجهة بالوفد الإسباني القادم من بلدية “لا أوليفا” بجزر الكناري، معتبرا أن هذه الزيارة تشكل محطة نوعية في مسار ترسيخ التعاون بين المؤسسات الترابية بالمملكتين المغربية والإسبانية، لافتا إلى أن الحضور إلى مدينة العيون يجسد دينامية جديدة في العلاقات الثنائية، قائمة على الثقة المتبادلة وتلاقي المصالح المشتركة، خصوصا في ظل التحول الإيجابي الذي تعرفه الروابط بين البلدين في السنوات الأخيرة.

وخلال المحادثات استعرض بكرات المؤهلات المتقدمة التي تزخر بها جهة العيون الساقية الحمراء، سواء من حيث البنى التحتية الحديثة أو المشاريع التنموية الكبرى التي جعلت من الجهة نموذجا في تدبير المجالات الترابية، مبرزا الانفتاح المتزايد الذي تعرفه المنطقة في عدد من القطاعات الحيوية، من ضمنها الطاقات المتجددة، الاقتصاد الأزرق، والسياحة الإيكولوجية.

كما توقف المسؤول الترابي عند الدينامية المتصاعدة التي تشهدها العلاقات المغربية الإسبانية، مشيرا إلى أن الجهود المشتركة بين البلدين تعكس إرادة قوية لتعزيز التكامل الاقتصادي وتكثيف المبادلات التجارية بين الضفتين، مشددا على أهمية إعادة فتح الخط البحري الرابط بين طرفاية وجزر الكناري، واصفا إياه بـ”المشروع الاستراتيجي” الذي سيسهم في تعزيز التقارب الاقتصادي والاجتماعي، مع التذكير بأن الاشتغال عليه لا يزال متواصلا رغم بعض الإكراهات المالية التي تعيق تسريع تنزيله.

وفي معرض حديثه عن البنية التحتية، ركز المتحدث على الأثر المنتظر لمشروع توسعة ميناء المرسى بالعيون، الذي سيشكل إضافة نوعية على مستوى النقل البحري والتبادل التجاري، إلى جانب التكامل المرتقب مع ميناء الداخلة الأطلسي.

على صعيد التعاون الفلاحي، أبرز بكرات أهمية استيراد السلالات الإسبانية من الأغنام المعروفة بجودتها العالية وتكيفها مع مناخ المنطقة، مؤكدا أن “هذا المجال يشكل بدوره فرصة لتعزيز الشراكات التنموية بين الجانبين”.

كما نبه والي العيون إلى أهمية البعد الإنساني والثقافي الذي يربط ساكنة الأقاليم الجنوبية بشعوب جزر الكناري، مشددا على أن التقارب الجغرافي والمشترك الحضاري يشكلان أساسا متينا لبناء علاقات متوازنة ومستدامة، كما عبّر عن استعداد السلطات الجهوية لدعم وتيسير كل المبادرات الرامية إلى تعميق التعاون، في إطار الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية بما يخدم التنمية المحلية ويعزز أواصر الصداقة بين الشعبين المغربي والإسباني.

وعقب المحادثات، أكد إيساي بلانكو، عمدة بلدية “لا أوليفا” في جزيرة فويرتيفنتورا، أن زيارته إلى مدينة العيون تأتي في إطار تعزيز أواصر التعاون والتقارب بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن هناك ارتباطا متجذرا بين المجتمع الكناري والجالية المغربية، لا سيما في جزيرته التي تحتضن حضورا مغربيا فاعلا ومندمجا.

وأوضح بلانكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن القرب الجغرافي بين فويرتيفنتورا والأقاليم الجنوبية المغربية يفتح آفاقا واعدة لإرساء شراكات ثنائية في مجالات التجارة والاستثمار، لافتا إلى أن “هذا التقارب يمكن أن يحول الصحراء المغربية إلى بوابة نحو إفريقيا بالنسبة للكناريين، سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي”.

وعن انطباعه حول مدينة العيون، قال المتحدث المنتمي لحزب الائتلاف الكناري الحاكم: “ما رأيناه يذكرني كثيرا بمدينة كنارية، المدينة نظيفة وهادئة، والبنية التحتية وطراز العمران يحاكيان إلى حد كبير ما نعرفه في جزر الكناري، وهو ما يعزز شعور القرب والتشابه بيننا”.

وأكمل عمدة بلدية “لا أوليفا” تصريحه بالتأكيد أن مجالات التعاون الممكنة تشمل أساسا القطاع الأولي، خصوصا الزراعة والصيد البحري، فضلا عن السياحة التي تعد ركيزة أساسية في اقتصاد فويرتيفنتورا، مشددا على أن “الروابط الطبيعية والمناخية المشتركة بين الجانبين تتيح إمكانية تطوير برامج تنموية متكاملة تعود بالنفع على سكان المنطقتين”.

وتكتسي هذه الزيارة بعدا دبلوماسيا بالغ الأهمية نظرا لسياقها السياسي؛ إذ يعد بلانكو ماريرو أحد الأسماء التي سبق أن استقبلت قيادات من جبهة البوليساريو الانفصالية بالجزائر سنة 2018، وهو ما يترجم التحول النوعي الذي تشهده مواقف بعض الفاعلين المحليين في إسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية.

كما تشكل هذه الخطوة رسالة واضحة على انحسار الخطاب الانفصالي في الأوساط المؤسساتية الإسبانية، خاصة بعد الموقف التاريخي الذي عبرت عنه حكومة مدريد سنة 2022 بدعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وعقب اللقاء، توجه الوفد الذي يضم أيضا السيدتين لغواسي مارا غونثاليث فيرا وأومايرا سابيدرا فيرا، عضوي المجلس البلدي، إلى مقر جماعة العيون، حيث استقبله نواب رئيس المجلس الجماعي، قبل أن ينتقل إلى المركز الجهوي للاستثمار للاطلاع على الدينامية التنموية التي تعرفها الجهة والفرص الواعدة المتاحة أمام المستثمرين.

على صعيد آخر، قام الوفد الإسباني بزيارة ميدانية شملت مجموعة من الأوراش التنموية البارزة بمدينة العيون، حيث وقف على حجم الاستثمارات والجهود المبذولة لتحقيق تنمية شاملة ومندمجة على مستوى الجهة. وتضمنت الزيارة جولة في القرية الرياضية التي تضم ملاعب للقرب مخصصة لكرة القدم، إضافة إلى المكتبة الوسائطية محمد السادس وعدد من القاعات الرياضية المغطاة.

حري بالذكر أن هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز التعاون اللامركزي بين المؤسسات المنتخبة بالمغرب ونظيراتها في إسبانيا، كما تعكس تزايد القناعة لدى عدد من الفاعلين الأوروبيين بشرعية الموقف المغربي وواقعية الحل الذي تقترحه الرباط لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رسالة مثيرة من زوجة علي معلول بعد مشاركته مع الأهلي.. ماذا قالت؟
التالى وفاة المستشار حسام رمضان بطيخ نائب رئيس مجلس الدوله