توصّل مجموعة من المغاربة المقيمين بالديار الإيطالية إلى قرار يقضي بـ”إلغاء شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى لهذه السنة”، تعبيرا منهم عن “التضامن مع الشعب المغربي، الذي يُرتقب أن يلتزم بإهابة ملكية سابقة في الموضوع”.
وأعلن “الفضاء المغربي ـ الإيطالي للتضامن” عن هذا القرار، إذ أكد ضمن بلاغ له “الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، تضامنا مع الوطن الأم وترسيخا لقيم التكافل والتضامن التي تجمعنا”.
وأيّد التكتل المذكور “القرار الملكي الذي يأتي في ظروف استثنائية تمر منها البلاد بفعل توالي سنوات الجفاف، وما ترتب عن ذلك من ضغط كبير على الثروة الحيوانية”، مسّجلا “انخراطه التام في هذا القرار الملكي، مع دعوة كافة أعضاء الجالية المغربية في إيطاليا إلى التجاوب معه، عبر الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام”.
وزاد موضحا تفاصيل حيثيات هذا القرار: “نؤكد رفضنا التام لمظاهر الجشع والمضاربة التي يستغلها السماسرة والتجار في إيطاليا خلال هذه المناسبة، مستغلين مشاعر الجالية الدينية والاجتماعية لتحقيق أرباح غير مشروعة؛ فالامتناع عن الذبح هذه السنة يشكل أيضا موقفا أخلاقيا ضد كل أشكال الاستغلال الاقتصادي”.
كما أكد “الحرص على صون مشاعر المسلمين من الجاليات واحترام قدسية هذه المناسبة، بما يضمن الحفاظ على روح التضامن والوحدة بين أفراد الجالية المغربية وباقي الجاليات المسلمة المقيمة في إيطاليا”.
ومن شأن هذا القرار المُعلن عنه أن يفتح باب النقاش حول “صحة المبررات التي يستند عليها هذا القرار”، ما دام أن الإهابة الملكية تهمّ بالدرجة الأولى المغاربة المقيمين بتراب الوطن، ولطالما أن السوق المغربي يبقى المعني المباشر بآثار الجفاف وتداعياتها على القطيع الوطني من الماشية.
في هذا السياق، قال يحيى المطواط، رئيس الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، إن “هذه الخطوة التي اتخذتها هذه الجمعية تأتي في إطار التفاعل مع الإهابة الملكية بالمغاربة عدم ذبح أضاحي العيد هذه السنة”.
وأوضح المطواط، في تصريح لهسبريس، أن “أعضاء الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، إلى جانب أجزاء من الجالية بالمغربية بإيطاليا، قرروا أن يكونوا في صف واحد مع نظرائهم بتراب المملكة”، موضحا أن “الجالية تبقى جزءا لا يتجزأ من المجتمع المغربي”.
وزاد: “تلقينا مجموعة من التوضيحات من بعض أفراد الجالية هنا بإيطاليا، لا سيما ممن تمسّكوا بعدم إمكانية إسقاط الظروف المناخية والاقتصادية بالمغرب على هذا البلد الأوروبي؛ وهو تبرير مقبول من قبل أصحابه”.
وحسب المصدر ذاته، فإن “مغاربة إيطاليا يجدون أنفسهم بدورهم كل سنة أمام إشكاليات المضاربة والسمسرة في الأضاحي المستوردة أساسا من رومانيا واستغلالهم من قبل تجار الأزمات؛ ولذلك من المهم جدا تسجيل مواقف حول هذه العناصر”.
وأكد الفاعل الجمعوي المذكور “التوصلَ بتفاعلات متفرقة من قبل الجالية المغربية بالتراب الإيطالي مع هذا القرار؛ وهو الأمر الذي انسحب أيضا على نظيرتها بدول أوروبية أخرى أكدت صوابيته أيضا، لا سيما بعد نشر البيان الخاص به على نطاق واسع”.