أخبار عاجلة

الشرع بين الدبلوماسية والإعجاب.. نظرات رئيسة وزراء إيطاليا باتجاه الرئيس السوري تثير التفاعل

الشرع بين الدبلوماسية والإعجاب.. نظرات رئيسة وزراء إيطاليا باتجاه الرئيس السوري تثير التفاعل
الشرع بين الدبلوماسية والإعجاب.. نظرات رئيسة وزراء إيطاليا باتجاه الرئيس السوري تثير التفاعل

من المعروف أن الشباب السوري يتمتعون بمسحة من الحُسن تجعلهم موضع أنظار الإعجاب، وإن كانت اللياقة تقتضي أن يكون الإعجاب في محلِّه وبأسلوب يرقى إلى جمال التعبير ورونق الحس الجمالي، فلا يخدش حياءً ولا يصيب أذىً أو ضرر. لكن القصة هذه المرة مختلفة تمامًا، فالمعجبة هذه المرة ليست مجرد شخص عادي، والمعجب به ليس مجرد شاب فقط، بل رئيس دولة. وهنا تتقاطع السياسة بالرمزية، فتتحول النظرة العابرة أو الابتسامة إلى لحظة مضيئة وسط ضجيج الأمم المتحدة، وكأنها خطفة ضوء وسط ليل معتم أو لحظة صامتة برهة في خضم الزخم الدبلوماسي وذروة اللحظات السياسية الدولية.

قصة الشرع وأميركا من مطلوب بـ10 ملايين إلى منصة الأمم المتحدة | أخبار | الجزيرة نت

القصة هنا تدور حول حضور الرئيس السوري أحمد الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثمانين في نيويورك، حيث كان أول رئيس سوري يخطب في الأمم المتحدة منذ عام 1967. وخلال كلمته، استعرض الشرع الواقع السوري الداخلي والتحديات التي واجهها الشعب خلال عقود من الصراع، مؤكّدًا أن سوريا تمكنت من تجاوز مراحل القهر والاضطهاد وبدأت مرحلة جديدة قائمة على استعادة الحقوق، وحماية المواطنين، وإعادة البناء.

في قلب المشهد وعلى هامشه

لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالجنرال الأمريكي السابق ديفيد بيترايوس أثار مفاجأة كبيرة، إذ أعرب الأخير عن إعجابه بالشرع بشكل صريح، بعد أن كان يومًا ما القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق والمسؤول عن ملاحقته واعتقاله، بل وأشرف على رصد مكافآت مالية ضخمة مقابل أي معلومة تؤدي للقبض عليه. هذا المشهد يعكس تحوّلًا دراماتيكيًا في العلاقات السياسية، حيث تحوّل الخصم السابق إلى شخص يعترف بشرعية الرئيس السوري ويخاطبه بلقب "سيد الرئيس"، في لحظة رمزية تعكس نهاية مرحلة صراع طويلة وبدء صفحة جديدة من الحوار والدبلوماسية.

أحمد الشرع التقى جورجيا ميلوني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

نظرات الإعجاب والاحترام في اللقاء الدبلوماسي

في لقطة أخرى، خطفت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني الأنظار خلال لقاءها مع الشرع، إذ بدت منصتة ومبتسمة طوال الحديث، ما لفت اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتداولوه بكثرة. 

412.png

وأرفقت ميلوني منشورًا على منصة "إكس" مصحوبًا بصورة للقاء، مؤكدة دعم إيطاليا لإعادة إعمار سوريا مستقرة وذات سيادة، من خلال استثمارات مشتركة وتعزيز برامج التعاون الإنمائي، في خطوة دبلوماسية واضحة تؤكد حرص إيطاليا على تعزيز العلاقات مع دمشق.

لكن نظرات المسؤولة الرسمية كانت تشير في الاساس نحو مدى تقدير الوضع السياسي الذي توليه بلادها، حيث شددت رئيسة الوزراء الإيطالية على أهمية حماية جميع مكونات المجتمع السوري، خاصة الأقليات مثل المسيحيين، وضمان عودة آمنة وطوعية للاجئين السوريين، ما يعكس الالتزام الدولي بمراعاة حقوق الإنسان ضمن جهود إعادة الإعمار. اللقاءات في نيويورك أعادت تقديم سوريا كطرف فاعل في الساحة الدولية، ووضعت الرئيس الشرع في موقع يجمع بين الدبلوماسية الداخلية والخارجية، مع إشارات واضحة للتعاون الدولي ودعم الاستقرار والتنمية في البلاد.

الحرب على سوريا.. أبشع الانتهاكات

وأشار الشرع إلى أن الحرب السابقة على سوريا لم تكن مجرد صراع سياسي، بل شملت أبشع انتهاكات حقوق الإنسان، مثل القتل، التعذيب، الهجرة القسرية، وتدمير البنية التحتية، وأن الشعب السوري استطاع تنظيم صفوفه والانتصار على الظلم عبر خطوات مدروسة تركزت على حماية المدنيين وضمان عدم تكرار الكارثة.

كما ركز الرئيس السوري على أهمية السلام في المنطقة وأولوية الحوار الدبلوماسي، مشددًا على أن سوريا تلتزم باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وأن نجاح أي اتفاق مستقبلي مع إسرائيل يمكن أن يكون بوابة لتعميم الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. وأوضح أن بلاده تسعى لإعادة علاقاتها الدولية وتعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية، مع رفع تدريجي للعقوبات بما يضمن استقرارًا اقتصاديًا وسياسيًا للشعب السوري.

الشرع أيضًا تناول ملف إعادة الإعمار وحماية جميع مكونات المجتمع السوري، بما فيها الأقليات، مؤكدًا أهمية التعاون الدولي للاستثمار في قطاعات حيوية، وضمان عودة اللاجئين بشكل آمن وطوعي إلى ديارهم. وأكد أن الحكومة السورية أسست لجانًا للعدالة الانتقالية، وهيأت هياكل مؤسسية لتوزيع السلطات المدنية والعسكرية، مع التركيز على حصر السلاح بيد الدولة ومنع النزاعات الداخلية.

في ختام خطابه، شدد الشرع على أن سوريا تحولت من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لتحقيق الاستقرار والتنمية، وأن الحوار والدبلوماسية يجب أن يكونا أساسًا لتجاوز أي تهديدات خارجية، بما في ذلك الأنشطة الإسرائيلية التي تتعارض مع القانون الدولي، داعيًا المجتمع الدولي للوقوف بجانب سوريا في تحقيق السلام والأمن الإقليمي.

اقرأ أيضًا.. «والله ما في غيرها».. أحمد الشرع يكسر البروتوكول ليقدم زوجته لأول مرة

جدير بالذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع أظهر تقديرًا خاصًا لزوجته السيدة لطيفة الدروبي، خلال لقاء رسمي مع وفد نسائي من الجالية السورية في الولايات المتحدة، حيث قدمها لأول مرة في حدث عام بكلمات دافئة ومزحة خفيفة قائلًا: "والله واحدة ما في غيرها"، في إشارة إلى احترامه وحبه لها، وكسر بذلك حواجز الرسمية المعتادة في المناسبات السياسية والدبلوماسية. وقد أثارت هذه اللحظة إعجاب الحاضرين، خاصة أنها ترافقت مع تأكيد الشرع على أهمية احترام الحريات الشخصية، مشيرًا إلى أن اختيار ارتداء الحجاب أو عدمه حرية شخصية يجب أن تحميها الدولة دون تدخل.

الرئيس السوري أحمد الشرع بجوار زوجته السيدة لطيفة الدروبي
الرئيس السوري أحمد الشرع بجوار زوجته السيدة لطيفة الدروبي

كما استغل الشرع اللقاء لتسليط الضوء على دور المرأة السورية كركيزة أساسية في إعادة بناء الدولة، مشيدًا بفاعليتها في جميع مراحل التنمية وإعادة الإعمار، ومشيرًا إلى أن مشاركة النساء في المناصب القيادية ليست خيارًا بل ضرورة لضمان الكفاءة والتمثيل العادل في الإدارة السورية الجديدة. ورافق ذلك استقبال بروتوكولي مميز للوفد النسائي، يعكس حرص الإدارة على تحسين صورتها الدولية واتباع أعراف دبلوماسية حديثة، ما أضاف بعدًا رمزيًا وإنسانيًا للموقف، وجعل تقدير الشرع لزوجته جزءًا من رسالة أوسع عن الاحترام والمساواة والدور المحوري للمرأة في المجتمع السوري.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إصابة ثلاثة أشخاص فى حادث تصادم دراجتين بخاريتين على طريق "البصرات – المنزلة" بالدقهلية
التالى السفير الفرنسي لدى مصر يرد على تهديدات نتنياهو: "لسنا بلدا يمكن ترهيبه"